============================================================
وقد قال الله عز وجل: الله يصطفي من الملائكة(1) رسلا ومن آلناس} ورسله الذين اصطفى من الناس هم رسله إلى الناس، ورسله الذين اصطفى من الملائكة هم رسله إلى الرسل، وإياهم أمر محمدا صلى الله عليه وعلى آله أن يسأل بقوله: وآسال من ارسلنا من قبلك من رسلنا} . فأما رسله الماضون من البشر فما أمر الله نبيه بسؤالهم وقال الله عز وجل : { وما كان لبشر أن يكلمه آلله إلا(2) وحيا أو من وراء حجاب أو يرسيل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء فالوحي هو ما يبلغه (3 الملائكة إلى الرسل من كلام الله فبذلك كلم البشر، ثم قال عز وجل: { أو من وراء حجاب}. يعني ما بلغه الرسول إلى الوصي من كلام الله وعلم الباطن، لأن الرسول حجاب بين الله وبين الناس، فالتنزيل كلام الله ، وتأويله كلام الله ، كما قال عز وجل { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره (4) حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مامنه} فهذا في التنزيل وهو كلام الله يعني القرآن ، وكذلك التأويل كلام الله . وقوله: {أو يرسل رسولا فيوحي باذنه ما يشاء} يعني ما بلغه الوصي إلى الناس بإذن الله تعالى وإذن رسوله من التاويل، وهو كلام الله فبذلك كلم البشر إذا سمعوا كلامه بإذنه، ومعنى قول الله عز وجل في هذه الآية في الباطن في قوله {{ وإن أحد من المشركين آستجارك فأجره} يعني بالمشركين الذين أشركوا بالإمام (5) الذي أختاره الله ورسوله إماما يدعو إلى النار لم يختره الله ولا رسوله، فاشركوا باختيار الله اختيار أنفسهم، واتباع أهوائهم فقال: وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} . يعني من هؤلاء المشركين استجارك من الضالين فأجره بالعهد والميثاق والدلالة على طرق الحق أهدى، والمخاطبة بهذه للرسول في عصره، ولكل امام في كل عصر، ثم قال: { حتى يسمع كلام الله} في التاويل. ثم أبلغه مامنه أن
Shafi 131