115

Bincike da Bayani

الكشف والبيان

Bincike

الإمام أبي محمد بن عاشور

Mai Buga Littafi

دار إحياء التراث العربي

Lambar Fassara

الأولى ١٤٢٢

Shekarar Bugawa

هـ - ٢٠٠٢ م

Inda aka buga

بيروت - لبنان

ومنها: اسم مضاف مثل: غلام جعفر، وركوب عمرو، ودار زيد. ومنها: اسم مشبهة كقولك: فلان أسد وحمار وشعلة نار. ومنها: اسم منسوب يثبت بنفسه ويثبت غيره، كقولك: أب، وأمّ، وأخ، وأخت، وابن، وبنت، وزوج، وزوجة، فإذا قلت أب فقد أثبته وأثبت له الولد، وإذا قلت: أخ أثبته وأثبت له الأخت. ومنها: اسم الجنس: وهو اسم واحد ويدل على أشياء كثيرة، كقولك: حيوان، وناس ونحوهما. وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ سجدة تعظيم وتحية لا سجود صلاة وعبادة، نظيره قوله في قصة يوسف: وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا «١» وكان ذلك تحيّة الناس، ويعظم بعضهم بعضا، ولم يكن وضع الوجه على الأرض [وإنما] كان الانحناء والتكبير والتقبيل. فلما جاء الإسلام بطّل ذلك بالسّلام. وفي الحديث إنّ معاذ بن جبل رجع من اليمن فسجد لرسول الله ﷺ فتغيّر وجه رسول الله فقال: ما هذا؟ قال: رأيت اليهود يسجدون لأحبارهم والنصارى يسجدون لقسّيسيهم. فقال رسول الله ﷺ: «مه يا معاذ كذب اليهود والنصارى إنّما السجود لله تعالى» [٨١] «٢» . وقال بعضهم: كان سجودا على الحقيقة جعل آدم قبلة لهم والسجود لله، كما جعلت الكعبة قبلة لصلاة المؤمنين والصلاة لله تعالى. قال ابن مسعود: أمرهم الله تعالى أن يأتوا بآدم فسجدت الملائكة وآدم لله ربّ العالمين. وقال أبيّ بن كعب: معناه: أقروا لآدم إنّه خير وأكرم عليّ منكم فأقروا بذلك، والسجود على قول عبد الله وأبيّ بمعنى الخضوع والطاعة والتذلل، كقول الشاعر: ترى الأكم فيه سجّدا للحوافر «٣» وآدم على وزن افعل. فلذلك لم يصرفه. السّدي عمّن حدّثه عن ابن عباس قال: إنّما سمّي آدم لأنّه خلق من أديم الأرض ، ومنهم من قال: سمّي بذلك لأنه خلق من التراب، والتراب بلسان العبرانية آدم، وبعضهم من قال:

(١) سورة يوسف: ١٠٠. (٢) المعجم الكبير: ٨/ ٣١. بتفاوت. [.....] (٣) جامع البيان للطبري: ١/ ٤٢٧. والعبارة كالتالي: بجمع تضل البلق في حجراته ... ترى الاكم فيه سجدا للحوافر

1 / 180