فرقا بعيدا وتفاوتا شديدا بل لا نسبة بين المعاصي المستلزمة للإخلال بحق الله سبحانه على الخصوص وبين ما يتعلق مع ذلك بحق العبيد خصوصا أعراضهم فإنها أجل من أموالهم وأشرف ومتى شرف الشيء عظم الذنب في انتهاكه مع ما يستلزمه من الفساد الكلي كما ستقف عليه إنشاء الله أحببت أن أصنع في هذه الرسالة جملة من الكلام على الغيبة وبما ورد فيها من النهي في الكتاب والسنة والأثر ودلالة العقل عليه وسميتها كشف الريبة عن أحكام الغيبة وأتبعتها بما يليق بها من النميمة وبعض أحكام الحسد وختمتها بالحث على التواصل والتحابب والمراحمة ورتبتها على مقدمة وفصول وخاتمة أما
[تعريف الغيبة لغة واصطلاحا]
المقدمة ففي تعريفها وجملة من الترهيب منها فنقول الغيبة بكسر الغين المعجمة وسكون الياء المثناة التحتانية وفتح الباء الموحدة اسم لقولك اغتاب فلان فلانا إذا وقع في غيبته والمصدر الاغتياب يقال اغتابه اغتيابا والاسم الغيبة هذا بحسب المعنى اللغوي وأما بحسب الاصطلاح فلها تعريفان أحدها المشهور وهو ذكر
Shafi 4