العراقي (١) طول ما طول، وبهرج ما بهرج، لكن (٢) حقيقة ما فيها: الخروج عن الصراط المستقيم إلى سبيل الشيطان الرجيم، واتباع غير سبيل المرسلين (٣) والمؤمنين، وإيمانًا بالجبت والطاغوت، والجهل بالتوحيد وجحوده، والكفر به، والإيمان بالشرك بالله، ونصرته، والدعوة إليه، ومسبة أهل التوحيد، وتحريف الكلم عن مواضعه، ومصادمة أدلة الكتاب والسنة، وتقليب الحقائق بجعله الحق باطلًا والباطل حقًا، وتكثير الكذب على العلماء، ونسبتهم (٤) إلى ما هم بريئون منه، منكرون له، وملأ أوراقه بالمخرقة (٥) والبهرجة، والتخليط والتخبيط، والسفسطة والمغالطات، والتمويه على الجهال وغير ذلك. وحقيقة أمرهم: أنهم شبهوا الأنبياء والصالحين بالأصنام من حيث اتخاذهم لهم شركاء لله في العبادة، وذلك غاية المسبة لهم، فعظموا الأنبياء والصالحين من حيث أهانوهم (٦)، وفعلوا معهم من الشرك بهم ما دعوا الأمم إلى تركه، وهذا ظاهر لمن تدبر أدلة القرآن الذي أنزله الله تعالى/ نورًا وشفاءًا لما في الصدور، ولا يمكن أن يعارض بالبهرجة والمغالطات، ولا يفعل ذلك إلا من أعمى الله قلبه، وأذهب عقله، فإن العاقل من يفعل الخير، ويترك
_________
(١) في هامش: (الأصل) "مطلب في حقيقة أمر داود نعوذ بالله من عمى الخذلان".
(٢) في "م" و"ش": "فإن حقيقة".
(٣) في (الأصل): "سبيل المسلمين"، والمثبت من: "م" و"ش".
(٤) في "ش": "إلى نسبتهم".
(٥) في هامش (الأصل): (المخرقة: الكذب. كما قال: ﴿وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ﴾ أفاده شيخنا
المصنف عفى الله عنه) ا. هـ.
(٦) هكذا في جميع النسخ، ولعل الصواب أن يقال: فأهانوا الأنبياء والصالحين من حيث عظموهم.
1 / 82