شُفَعَاء﴾، إلى قوله: ﴿قُلْ لِلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعا﴾ (١) .
وقال: ﴿وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ إلى قوله: ﴿سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُون﴾ (٢) . فسبحان من حال بين قلوب المشركين عن فهم القرآن؛ حتى صار هدهد سليمان أعرف منهم بالشرك، وهو السجود للشمس، وأنكره على من فعله.
فقال: ﴿وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُم﴾ (٣) فأنكر الشرك بالله في العبادة وهو طير من جنس الطيور، وبيّن أن الشيطان صدهم عن السبيل، وأنهم ليسوا على هدى، ولا ريب أن السجود نوع من أنواع العبادة كالدعاء ونحوه، وقد ذكرها تعالى في كتابه وتعبد عباده بها وهي أنواع كثيرة، ومن أعظمها الدعاء سماه الله عبادة في مواضع من كتابه، كما في السنن من حديث النعمان بن بشير بأسانيد صحيحة أن النبي ﷺ قال "الدعاء (٤) هو العبادة" ثم قرأ قوله تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ
_________
(١) سورة الزمر، الآية: ٤٣و ٤٤.
(٢) سورة يونس، الآية: ١٨.
(٣) سورة النمل، الآية: ٢٤.
(٤) أخرجه الإمام أحمد في (٤/٢٦٧، ٢٧١، ٢٧٦)، وأبو داود في كتاب "الصلاة" باب
الدعاء: (ح/١٤٧٩)، والترمذي في كتاب "تفسير القرآن" باب ومن سورة البقرة:
(ح/٢٩٦٩)، وأيضًا في باب ومن سورة المؤمن: (ح/٣٢٤٧)، وأيضًا في كتاب
"الدعوات" باب ما جاء في فضل الدعاء: (ح/٣٣٧٢) .
وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
والنسائي في "الكبرى" كتاب التفسير: (ح/٤٨٤)، وابن ماجه في "سننه" كتاب الدعاء
باب فضل الدعاء (ح/٣٨٢٨)، وصححه ابن حبان كما في "الإحسان": (ح/٣٩٦)،
والحاكم في "مستدركه": (١/٤٩٠و ٤٩١)، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه" ووافقه
الذهبي من حديث النعمان بن بشير. قال ابن حجر في "الفتح": (١/٤٩): "إسناده
جيد".
1 / 65