فدخل عليه الخطأ من وجوه: منها: أنه جعل المتوسل (١) به بعد موته بالدعاء مستغيثًا، وهذا لا يعرف في لغة أحد من الأمم، [لا] (٢) حقيقة ولا مجازًا، مع دعواه الإجماع على ذلك، فالمستغاث (٣) به هو المسئول المطلوب منه، [لا] (٤) المسئول به.
والثاني: ظنه أن توسل الصحابة به (٥) في حياته كان توسلًا بذاته، لا بدعائه وشفاعته، فيكون التوسل به بعد موته كذلك، وهذا غلط (٦) .
الثالث: أنه أدرج سؤاله أيضًا في الاستغاثة به، وهذا صحيح جائز في حياته، وقد سوى في ذلك بين محياه ومماته، فأخطأ في التسوية بين المحيا والممات، وهذا ما علمته ينقل عن أحد من العلماء (٧)، لكنه موجود في كلام بعض الناس، مثل الشيخ يحيى الصرصري في شعره قطعة منه، ومحمد بن النعمان كان له كتاب "المستغيثين بالنبي ﷺ في اليقظة والمنام".
/وهؤلاء ليسوا من أهل العلم العالمين بمدارك الأحكام، الذين يؤخذ بقولهم في شرائع الإسلام، ومعرفة الحلال والحرام، وليس معهم (٨) دليل شرعي
(١) في "ش": "التوسل".
(٢) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الرد على البكري".
(٣) في "م" و"ش": "فإن المستغاث..".
(٤) ما بين المعقوفتين إضافة من: "الرد على البكري".
(٥) سقطت من"م" و"ش": "فيه".
(٦) في "م" و"ش" و"الرد على البكري" زيادة: "لكنه يوافقه عليه طائفة من الناس
بخلاف الأول فإني ما علمت أحدًا وافقه عليه".
(٧) في "ش": "العلم".
(٨) في "ش": "لهم".