التوسل الذي كان الصحابة يفعلونه، -كما ذكر عمر ﵁-لفعلوا ذلك بعد موته، ولم يعدلوا عنه إلى العباس، فعلم أن ذلك التوسل الذي ذكروه هو مما يفعل بالأحياء دون الأموات، وهو التوسل بدعائهم وشفاعتهم، فإن الحي يطلب منه ذلك، والميت لا يطلب منه شيء لا دعاء ولا غيره.
وكذلك حديث الأعمى (١)، فإنه طلب (٢) من النبي ﷺ أن يدعو له، فعلمه النبي ﷺ دعاء أمره فيه أن يسأل الله قبول شفاعة نبيه، فهذا يدل على أن النبي ﷺ شفع فيه، وأن قوله: "إنا [كنا] (٣) نتوسل إليك بنبينا" (٤)، فلفظ التوجه والتوسل في الحديث بمعنى واحد، ثم قال: "يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي بحاجتي ليقضيها، اللهم شفعه في" (٥)، فطلب من الله أن يشفع فيه