144

Tonon Sililin da Shaidan ya Jefa

كشف ما ألقاه إبليس من البهرج والتلبيس على قلب داود بن جرجيس

Bincike

عبدالعزيز بن عبدالله الزير آل حمد

Mai Buga Littafi

دارا العاصمة للنشر والتوزيع

Lambar Fassara

١١٩٣هـ

Shekarar Bugawa

١٢٨٥هـ

ولا ريب أن مدلول الدعاء هو السؤال والطلب، كما دل على ذلك الكتاب والسنة واللغة والفطرة والعقول وإن جحد ذلك من جحده، وقد أمر الله تعالى عباده بسؤاله فقال: ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِه﴾ (١)، وقال ﷺ لابن عباس: "إذا سألت فسأل الله" (٢) .
وقد قصر ﷺ ابن عمه في سؤاله على ربه تعالى، ولا ريب أن ذلك من أنواع العبادة التي لا يصلح أن يصرف منها شيء لغير الله كائنًا من كان، والدعاء هو العبادة في كتاب الله، وسنة رسوله ﷺ، شاء المشرك أم أبى.
الوجه الثاني: أن ابن عباس ﵄ وغيره من الصحابة، حتى من هو أفضل منه من الخلفاء الراشدين، ومن في طبقة ابن عباس كابن عمر وغيره، ومن دونهم: لم يعهد عن أحد منهم أنه أتى إلى قبر النبي ﷺ يقول: "يا رسول الله (٣) اشفع لي أو أسألك الشفاعة"، ولو كان خيرًا سبقوا إليه، ولما أجدبوا خرج عمر فاستسقى بالعباس عم النبي ﷺ، وجعله إمامًا يدعو ويؤمنون فقال: "اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فأسقنا فيسقون" (٤) .
فسبحان الله! كيف يجوز على أفضل الصحابة بعد أبي بكر أن يعدل عن

(١) سورة النساء، الآية: ٣٢.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سقطت من "ش": "الله".
(٤) سبق تخريجه.

1 / 159