لا إله إلا الله الحمد لله الذي يوصف بالإرادة والمشيئة وهما صفتان. والحب بمعنى الأمر بالشيء وهو فعل. ولا يوصف بالفرح والسرور لأنهما حادثان عن خفة تعتري من يتصف بهما والله جل جلاله لا يكون محلا لحادث. وكذا الهم والحزن لا يوصف بهما والأربعة إنما هي عن عجز واحتياج والله لا يعجز ولا يحتاج ولا يستكمل.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي لا تعلل أفعاله بالأغراض؛ لأن التعليل بما يلزم احتياجه تعالى استكمالا بها، سبحانه عن ذلك ومع ذلك يجوز قطعا ما على صيغة <1/ 18> التعليل بها على معنى آخر هو ذكر الحكمة واللياقة مثل قوله تعالى: {وما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون} [سورة الذاريات: 56] أي خلقتم وأمرتهم بالعبادة واللائق بهم العبادة والأمر بها حكمة، وعبد من عبد وعصى من عصى، وكلاها بعلم الله وقضائه وإرادته ومشيئته.
لا إله إلا الله الحمد لله الذي علم نفسه ولا يقال أراد نفسه؛ لأنه يوجب الحدث، مع أن ما لم يوجد لا يتصف بالإرادة. ولا لم يرد نفسه؛ لأنه يوجب الاضطرار.
Shafi 13