Tonon Asiri
كشف الكرب في ترتيب أجوبة الإمام القطب
Nau'ikan
[صفحتان لم ترقمن] حكى لي بعض أصحابنا من أهل غرداية أنه دخل دارا فيها، فوجد في الدار رجالا يتبسمون ويضحكون على <1/ 181> استمرار في ذلك الوقت، وقد أكلوا طعاما ومائعا، فقال لمطعمهم ما أطعمتهم فقال أطعمتهم ما جوزة جوزة [كذا]. ومذهبنا ومذهب الشافعية أن الخمر والمسكرات المائعة نجسة كما أنها محرمة. وأما ما يغير العقل مما هو نبات فطاهر قطعا. ثم إن للعقل دية كاملة وهو أعظم ما في الإنسان، وما نقص منه فبقدره، وله في الفقه مقادير من حيث ذهابه في أوقات الصلوات كلها أو بعضها، تحسب له الدية على ذلك، وذكرتها في شرح النيل. فكيف يحل ما يغيره من مائع أو جامد أو نبات أو غيره.
قال الشاعر:
قيمة العقل بدرة ولماذا.:. يا أخا الجهل بعته بحشيشة
وتسمى تلك الأشجار مخدرات، فإذا ثبت أن الشيء مسكر أو مخدر فاستعماله كفر نعمة، كفر بالجارحة، كفر بالنفاق، وليس النفاق هذا إضمار شرك، بل ما ذكرت من كفر النعمة. وقد سمى متأخروكم كفر نعمة ما نسميه كفر نفاق، بل رأيت في الكامل للمبرد ذلك، وهو متقدم. وفي بعض شروح الجامع الصغير إثبات النفاق في فاعل الكبيرة ولم يضمر الشرك مع إظهار التوحيد وسماه نفاق الجارحة، ونفاق القلب هو إضمار الشرك مع إظهار التوحيد، فاستعمالها كاستعمال الخمر، فكل ما جاء في وعيد شارب الخمر وبائعها أو صانعها أو غير ذلك فهو في تلك الأشياء بجامع إزالة العقل المقصود للشارع بقاؤه؛ لأنه آلة للفهم عن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والمتميز به الإنسان عن سائر الحيوان، والوسيلة إلى إيثار الكمالات عن النقائص، وبه تؤدى الفرائض وتجتنب المحرمات والمكروهات وتؤتى المستحبات، فكيف يحل تغييره؟. والحشيشة المعروفة حرام كالخمر يحد شاربها كما يحد شارب الخمر على الأصح عند جماعة من <1/ 182> من العلماء ...
....................................
....................................
Shafi 100