بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي فتح لرحمته أبوابا ومنح لحكمته أسبابا ركب العقل في عالم التكليف وأعد إليه سؤالا وجوابا وخلق الأفعال للقوي والضعيف ورتب عليه عقابا وثوابا شرف العلماء وكشف بهم من القلوب العمى وجعلهم مصابيح الأرض كمصابيح السماء وصلاة الله وسلامه على نبينا محمد الجامع لشتات الدين الصادع بالحق الساطع بالصدق إلى يوم الدين وآله وصحبه المنتظمين في سلكه الحسن، العاملين ما فرض وسن، الهاجرين في طاعة الله الوسن.
أما بعد، فلما كانت رسائل الشيخ العلامة الإمام النحرير القدوة الشهير قطب الأئمة مفتي الأمة شيخنا الحاج أمحمد بن يوسف بن عيسى بن صالح بن عبد الرحمن الإباضي الوهبي المغربي اليسجني تغمده الله برحمته وأسكنه فراديس جنته وكتبه إلى أهال عمان متفرقة في كل مكان وجب علينا جمعها لينتشر في الناس نفعها فهي شوارد سائرة وفوائد باهرة ألفناها كتابا ورتبناها أبوابا لتكون أقرب تناولا للراغب المفيد وأسهل نيلا للطالب المستفيد وأعم نفعا للمريد من البعيد ولعمري ما هذا المجموع إلا قطرة من غيث وبلة من منبع علوم ذلك البحر الفياض الذي شاع ذكره وذاع في جميع الأصقاع، واعترف له جهابذة الملل بالسبق والاقتدار وطول الباع، وناهيك بما اشتهر من تآليفه العديدة التي عم نفعها الخافقين ومآثره الحميدة التي سارت مسير النيرين أكرم الله نزله، وأعلى في الجنة منزله، ولولا أن مقام هذا الإمام بين الإسلام أشهر من الشمس في رابعة النهار لذكرت لك طرفا من أخباره السائرة، ونبذة من آثاره الزاهرة لتعلم أنه المجلى في حلبة الفحول المبرز في علم المعقول والمنقول كأنما عناه من يقول:
<1/ 4>
Shafi 1