وعلمهم.
وعن الحسن البصري، وقوله تعالى: وورث سليمان داود [1] وقال ابن عباس: ورثة الحبورة يعني العلم والحكمة، ولذلك سمي العالم حبرا من الحبار وهو الحسن والجمال، وآل الله أهل القرآن.
قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): إن لله أهلين. قيل: من هم؟ قال: أهل القرآن.
وفي حديث آخر: أهل القرآن عرفاء أهل الجنة.
وإذا فضل الله شيئا نسبه إليه، كما قيل للكعبة بيت الله ولرجب شهر الله، وجمع الأهل في السلامة أهلون وأهلين في المذكر، والمؤنث أهلات فيكون جمعا لأهلة ولأهل.
قال الشاعر [2]:
وهم أهلات حول قيس بن عاصم
إذا أدلجوا بالليل يدعون كوثرا
والكوثر الكثير العطاء وهو فوعل من الكثرة.
فإن قيل: ما الفرق بين الآل والأهل؟
قلت: هما سؤالان الهمزة في آل مبدلة من الهاء في أهل ثم لينت كما قيل هياك وإياك وهيهات وأيهات، ودليل ذلك إجماع النحويين على أن تصغير آل أهيل برده إلى أصله لا خلاف فيه، إلا أن الكسائي أجاز أويلا وأهيلا تارة على اللفظ وتارة على الأصل. كما قيل في جمع قيل وهو الملك أقيال على لفظ قبل وأقول على الأصل.
وقال الآخرون: الاختيار أن تقول في الجماد والأسماء المجهولة أهل وفي الحيوان والأسماء المعروفة آل، يقال أهل بغداد وآل القوم، وآل محمد.
والآل: السراب الذي تراه في الصحراء وعند الهاجرة كأنه قال الشاعر يهجو بخيلا:
إني لأعلم أن خبزك دونه
نكد البخيل ودونه الأقفال [3]
وإذا انتجعت لحاجة لم يقضها
وإذا وعدت فإن وعدك آل [4]
وقد فرقوا بين الآل والسراب فقالوا: السراب قبل الظهر والآل بعده.
والآل أعواد الخيمة. والآل اسم جبل بعينه. والآل الشخص تقول رأيت آل زيد
Shafi 63