يترشفهما وعيناه تهملان [1].
وروي عن جعفر بن محمد عن أبيه (عليهما السلام) قال: أتى جبرئيل (عليه السلام) إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعوده، فقال: السلام عليك يا محمد هذا آخر يوم أهبط فيه إلى الدنيا.
وعن عطاء بن يسار إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لما حضر أتاه جبرئيل فقال: يا محمد الآن أصعد إلى السماء ولا أنزل إلى الأرض أبدا.
وعن أبي جعفر (عليه السلام) قال: لما حضرت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الوفاة استأذن عليه رجل، فخرج إليه علي (عليه السلام) فقال: ما حاجتك؟ قال: أريد الدخول على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقال علي: لست تصل إليه، فما حاجتك؟ فقال الرجل: إنه لا بد من الدخول عليه، فدخل علي فاستأن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأذن له، فدخل فجلس عند رأس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ثم قال : يا نبي الله إني رسول الله إليك. قال: وأي رسل الله أنت؟ قال: أنا ملك الموت أرسلني إليك اخيرك بين لقائه والرجوع إلى الدنيا. فقال له النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): فأمهلني حتى ينزل جبرئيل فأستشيره، ونزل جبرئيل فقال: يا رسول الله الآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى، لقاء الله خير لك. فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): لقاء ربي خير لي فامض لما امرت به. فقال جبرئيل لملك الموت: لا تعجل حتى أعرج إلى السماء وأهبط. قال ملك الموت: لقد صارت نفسه في موضع لا أقدر على تأخيرها، فعند ذلك قال جبرئيل: يا محمد هذا آخر هبوطي إلى الدنيا، إنما كنت أنت حاجتي فيها.
واختلف أهل بيته وأصحابه في دفنه،
فقال علي (عليه السلام): إن الله لم يقبض روح نبيه إلا في أطهر البقاع، وينبغي أن يدفن حيث قبض، فأخذوا بقوله
. وروي الجمهور موته في الإثنين ثاني عشر ربيع الأول، قالوا: ولد يوم الإثنين، وبعث يوم الإثنين، ودخل المدينة يوم الإثنين، وقبض يوم الإثنين كما ذكرناه آنفا، ودفن يوم الأربعاء
، ودخل إليه العباس وعلي والفضل بن العباس وقيل وقثم أيضا.
وقالت بنو زهرة: نحن أخواله فأدخلوا منا واحدا فأدخلوا عبد الرحمن بن عوف ويقال دخل أسامة بن زيد. وقال المغيرة بن شعبة: أنا أقربكم عهدا به وذلك أنه ألقى
Shafi 42