165

وسلمان، فكاد الشيخ يطير فرحا بقول أحمد، فلما خرجنا شكرنا أحمد ودعونا له.

ومن كتاب كفاية الطالب عن حذيفة بن اليمان قال: قالوا: يا رسول الله، ألا تستخلف عليا؟ قال: إن تولوا عليا تجدوه هاديا مهديا يسلك بكم الطريق المستقيم،

قال: هذا حديث حسن عال.

ومنه عن ابن التيمي عن أبيه قال: فضل علي بن أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بمائة منقبة وشاركهم في مناقبهم،

قال: ابن التيمي هو موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي ثقة ابن أسند عنه العلماء والأثبات ورواه غيره مرفوعا لكن لم يعتمد عليه.

ونقلت من كتاب الأربعين للحافظ أبي بكر محمد بن أبي نصر بن أبي بكر اللفتواني عن عطاء بن ميمون عن أنس بن مالك قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أنا وعلي حجة الله على عباده.

قلت: وقد

أورده صديقنا العز المحدث الحنبلي الموصلي عن أنس أنه قال: كنت جالسا مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إذ أقبل علي بن أبي طالب فقال: يا أنس، أنا وهذا حجة الله على خلقه.

قلت: هذا الحديث دليل على أن مكانة أمير المؤمنين (عليه السلام) لا يدانيها أحد من الناس، وأن محله من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عالي البناء، محكم الأساس، وأن شرفه قد بلغ الغاية التي تحير صفتها الألباب، ويعجز إدراكها الأصحاب، ويجب على العقلاء أن يلقوا إليها بالمقاليد إذعانا لشأوها البعيد [1]، فإنه جعل حاله مثل حاله، ونزله منزلته في هذا وفي كثير من أقواله، ومن كان حجة على العباد فمن ينسج منواله، أو يحذو على مثاله، أم كيف يمنع عن أفعاله وهو حجة على الناس وهم من عياله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ونزيده إيضاحا وهو أن هذا يدل على أن كلما كان للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فلعلي مثله، لاشتراكهما في أنهما حجة الله على عباده، فأما النبوة فإنها خرجت بدليل آخر، فبقي ما عداها من الولاية عليهم، وجباية خراجهم، وقسمته بينهم، وإقامة حدودهم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا واضح لمن تأمله وأنصف.

Shafi 170