149

النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في نفر من المهاجرين، ومر علي بن أبي طالب فقال: الحق مع ذا (علي).

ومنه عن عائشة أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: الحق مع علي يزول معه حيث ما زال.

ومنه عن أبي ذر عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: إن عليا مع الحق والحق معه لن يزولا حتى يردا علي الحوض.

ومنه عن أم سلمة قالت: كان علي على الحق، من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق، عهدا معهودا قبل يومه هذا.

ومنه عن عبيد الله بن عبد الله الكندي قال: حج معاوية فأتى المدينة وأصحاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) متوافرون، فجلس في حلقة بين عبد الله بن العباس وعبد الله بن عمر، فضرب بيده على فخذ ابن عباس ثم قال : أما كنت أحق وأولى بالأمر من ابن عمك؟

قال ابن عباس: وبم؟ قال: لأني ابن عم الخليفة المقتول ظلما، قال: هذا إذا- يعني ابن عمر- أولى بالأمر منك، لأن أبا هذا قتل قبل ابن عمك، قال: فانصاع عن ابن عباس [1] وأقبل على سعد قال: وأنت يا سعد الذي لم تعرف حقنا من باطل غيرنا فتكون معنا أو علينا؟ قال سعد: إني لما رأيت الظلمة قد غشيت الأرض قلت لبعيري هخ [2] فأنخته حتى إذا استقرت مضيت، قال: والله لقد قرأت المصحف يوما بين الدفتين ما وجدت فيه هخ؟ فقال: أما إذا أبيت فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول لعلي: أنت مع الحق والحق معك، قال: لتجيئني بمن سمعه معك أو لأفعلن؟ قال: أم سلمة، قال: فقام وقاموا معه حتى دخلوا على أم سلمة، قال: فبدأ معاوية فتكلم، فقال: يا أم المؤمنين إن الكذابة قد كثرت على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعده، فلا يزال قائل يقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما لم يقل، فإن سعدا روى حديثا زعم أنك سمعته معه، قالت: ما هو؟ قال: زعم أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال لعلي: أنت مع الحق والحق معك، قالت: صدق، في بيتي قاله، فأقبل على سعد فقال: الآن ألزم ما كنت عندي، والله لو سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ما زلت خادما لعلي حتى أموت.

قلت: فانظر هداك الله إلى سلوك طريقه، وأيدك بمعرفة توضح لك بطل كل أمر

Shafi 154