98

Kashafin Gumi

كشف الغمة

Nau'ikan

تبعتكم العجم بجنودها، فاختطفوكم، واصطادوكم بين كل حجر ومدر، وباد ملككم وسلطانكم، (33) فوطنوا أنفسكم على الحرب، وعليكم بالصبر والحفاظ، فإن هذا اليوم له ما بعده. وجعل يحرضهم، ويأمرهم بالصبر والحفاظ.

ثم إن المرزبان زحف بجميع عساكره وقواده، وجعل الفيلة أمامه. وأقبل مالك وأصحابه، ونادى بالحملة عليهم، وقال: يا معشر الأزد، احملوا معى فداكم أبي وأمي، على هذه الفيلة فاكشفوها بأسيافكم وأسنتكم. ثم حمل، وحملوا معه على الفيلة بالرماح والسيوف. ورشقوها بالسهام، فولت الفيلة راجعة على عسكر المرزبان، فوطئت منهم خلقا كثيرا، وحمل مالك وكافة أصحابه على المرزبان وأصحابه، فانتفضت صفوف العجم، وجالوا جولة، ثم تراجعت العجم بعضها إلى بعض، وأقبلت إلى حدها وحديدها، وصاح المرزبان بأصحابه وأمرهم بالحملة، فحملوا، والتقى الجمعان، واختلف الضرب والطعان، واشتد القتال، وعظم النزال، فلم تسمع إلا صليل الحديد، ووقع السيوف، فاقتتلوا يومهم ذلك، إلى أن حال بينهم الليل، وانصرف بعضهم عن بعض، وقد كثر القتل والجراح في الجميع.

ثم ابتكروا من الغد، فاقتتلوا قتالا شديدا، وقتل من الفرس خلق كثير،

فلما أصبحوا في اليوم الثالث، زحف الفريقان بعضهم إلى بعض، فوقفوا مواقفهم تحت راياتهم، وأقبل أربعة نفر من المرازبة والأساورة، يعد الواحد منهم بألف رجل، حتى دنوا من مالك، فقالوا: هلم إلينا ننصفك من آنفسنا، ويبارزك منا واحد، واحد، فتقدم مالك إليهم، وخرج منهم واحد، فطارده مالك ساعة، فعطف عليه مالك، فطعنه برمحه في صلبه، فخر عن فرسه إلى الأرض، فضربه بالسيف، فقتله.

Shafi 159