وكان يأمرهم بالصدقة، ويرغبهم فيها، فأتوا إليه شيئا من الصدقة، وأمروه أن يتصدق بها عنهم، فكنزه لنفسه، ولم يعطه الفقراء والمساكين، فبغضته بغضا شديدا.
فلما مات، اجتمعت النصارى ليدفنوه، أخبرتهم بفعله، فقالوا: وما علمك بذلك؟ فقلت: أنا أدلكم على كنزه، فأريتهم موضعه، فاستخرجوه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا، فلما رأوها، قالوا: والله لا ندفنه أبدا، فصلبوه، تم رموه بالحجارة.
ثم جاؤوا برجل آخر، فجعلوه مكانه، فرأتيه رجلا زاهدا في الدنيا، راغبا في الآخرة، فأحببته حبا شديدا، فأقمت معه زمانا، ثم حضرته الوفاة، فقلت له: إلى من توصي بي، وبما تأمرتي، فأشار إلى رجل بالموصل، فلحقت به، فكنت عنده، ووجدته خير رجل على آمر صاحبه، فلم يلبث أن مات، فلما حضرته الوفاة، آوصى بى إلى رجل بنصيبين، فسرت إليه، فأقمت عنده، فوجدته خير رجل، فما لبث أن مات، وأمرني أن آتى رجلا بعمورية، فلحقت به، فوجدته
Shafi 298