الى الغار، ثم خرج، وصعد فوق سطحه، فجعل يرزن برجليه، يستوثق منه، ثم نزل، ودخل هو والنبى، فكان أبو بكر كلما رأى حجرا في الغار، ألقمه قطعة من نوبه، حتى قطع جميع توبه، وبقي حجر واحد، فسده بعقبه، وكان فيه حية، فلسعته، فرقاها له النبي صلى الله ليه وسلم.
فلما أصبحا، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: أين ثوبك يا أبا بكر?! فأخبره بما صنع، فقال النبى صلوات الله عليه وسلامه: اللهم، اجعل أبا بكر معي في درجتي يوم القيامة، فأوحى الله إليه، إن الله قد استجاب دعائك.
ثم دعا النبى شجرة كانت قريبا من الغار على باب الغار، فبعث الله حمامتين، فباضتا على باب الغار، ونسج العنكبوت على باب الغار. وقيل: لذلك نهى النبي صلى الله ليه وسلم عن قتل العنكبوت، وقال: هى جند من جنود الله. وجع الجزاء في الحمام.
وبات المشركون يحرسون عليا على فراش النبي صلى الله ليه وسلم، فلما أصبح، ثاروا عليه، فقالوا: أين صاحبك? قال: لا أدري. فاقتفوا أثره، حتى أتوا إلى الغار، فظنوه قديما، لما رأوا عليه من نسج العنكبوت، وبيض الحمام، ونبت الشجرة، فقالوا: إنه لو دخل الغار لانكسر بيض الحمام، ولا نقشع نسج العنكبوت، وأثره قد انتهى إلى هاهنا. فإما أنه ساخ فى الأرض، أو صعد إلى السماء، وبقوا متحيرين، لا يدرون آين دهب.
وأمر أبو جهل مناديا ينادي فى مكة أعلاها وأسفلها: من جاء بمحمد وصاحبه، أو دل علهما، أو جاء بأحدهما، فله مائة من الإبل. فأقبل فتيان من قريش يطلبونهما، فقال أبو بكر للنبى: لو نظر أحد منهم إلى قدمه لرآنا، فقال لنبي: يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، فأنزل الله (99) : (إلا تنصروه
Shafi 281