258

Kashf al-Zuyuf

كواشف زيوف

Mai Buga Littafi

دار القلم

Lambar Fassara

الثانية

Shekarar Bugawa

١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م

Inda aka buga

دمشق

Nau'ikan

هذه هي خلاصة الآراء والأفكار والمقترحات المتعلقة بالدعوة إلى الإنسانية.
* * *
يقول "ساطع الحصري" تعقيبًا عليها:
" لا شكّ في أن هذه الآراء لا تخلو من قوة جذب وإغراء. إنها تفسح أمام الأذهان مجالًا واسعًا لأحلام الأخوة البشرية، وأماني السلم الدائم، وتلوّح أمام الخيال بعالم جديد، أرقى وأسمى من العالم الذي نعيش فيه الآن، فمن الطبيعيّ أن تستولي هذه الآراء - في الوهلة الأولى - على بعض النفوس التّواقة إلى الكمال، ولو كان في الخيال.
لقد انتشرت الفكرة فعلًا انتشارًا كبيرًا بين المفكرين في النصف الأخير من القرن الثاني عشر، لا سيما في ألمانيا، حيث أصبحت النزعة السائدة في عالم الفكر والفلسفة، فكان معظم الفلاسفة والأدباء ... يقولون بها، ويدعون إليها ".
والانتقادات التي وجهها "الحصري" لفكرة "الإنسانية" تتلخّص بما يلي:
١- فكرة الإنسانية والعالمية نزعة أفلاطونية مثالية غير واقعية، بخلاف الوطنية فهي نزعة واقعية، وكذلك القومية.
٢- وهي تتفق في النتيجة مع روح الاستكانة السلبية، إذ تتطلب من الفرد عملًا سريعًا وتضحية فعليّة، فهي لذلك تكتسب قوة من ميول الأنانية الخفية، التي يرضيها الانصراف عن الأعمال الإيجابية استكانة إلى الأوضاع السلبية، بخلاف الوطنية والقومية، فهما يتطلبان تضحيات فعليّة.
واستشهد بقول "جان جاك روسّو" منتقدًا فكرة "العالمية" بأسلوب لاذع، إذ قال: "إن بعض الناس يحبون أبناء الصين، لكي يتخلصوا من الواجبات الفعلية التي تترتب عليهم من جراء حب أبناء وطنهم الأقربين ".
٣- لقد أخذت البلاد الألمانية بفكرة "العالمية" خلال القرن التاسع

1 / 278