Tonon Silili
كشف الخفاء ومزيل الالباس عما اشتهر من الاحاديث على ألسنة الناس
Mai Buga Littafi
مكتبة القدسي لصاحبها حسام الدين القدسي
Shekarar Bugawa
1351 AH
Inda aka buga
القاهرة
اللفظ أيضا ذكره البيهقي في رسالته الأشعرية بغير إسناد وفي المدخل له عن القاسم ابن محمد عن قوله: اختلاف أصحاب محمد ﷺ رحمة لعباد الله وفيه أيضا عن عمر بن عبد العزيز أنه كان يقول: ما سرني لو أن أصحاب محمد ﷺ لم يختلفوا، لأنهم لو لم يختلفوا لم تكن رخصة.
وفيه أيضا عن يحيى بن سعيد أنه قال: أهل العلم أهل توسعة وما برح المفتون يختلفون فيحلل هذا ويحرم هذا فلا يعيب هذا على هذا ثم قال في المقاصد أيضا: قرأت بخط شيخنا، يعني الحافظ ابن حجر، أنه حديث مشهور على الألسنة وقد أورده ابن الحاجب في المختصر في مباحث القياس بلفظ: اختلاف أمتي رحمة للناس وكثر السؤال عنه وزعم الكثير من الأئمة أنه لا أصل له لكن ذكره الخطابي في غريب الحديث مستطردا فقال: اعترض هذا الحديث رجلان أحدهما ماجن والآخر ملحد وهما إسحاق الموصلي وعمرو بن بحر الجاحظ وقالا لو كان الاختلاف رحمة لكان الاتفاق عذابا ثم تشاغل الخطابي برد كلامهما ولم يشف في عزو الحديث لكنه أشعر بأنه له أصلا عنده ثم قال الخطابي والاختلاف في الدين ثلاثة أقسام: الأول في إثبات الصانع ووحدانيته وإنكاره كفر والثاني في صفاته ومشيئته وإنكارهما بدعة والثالث في أحكام الفروع المحتملة وجوها فهذا جعله الله رحمة وكرامة للعلماء وهو المراد بحديث اختلاف أمتي رحمة انتهى.
وأقول وهذا بلفظ الترجمة وقال النووي في شرح مسلم: ولا يلزم من كون الشئ رحمة أن يكون ضده عذابا، ولا يلتزم هذا ويذكره إلا جاهل أو متجاهل، وقد قال الله تعالى (ومن رحمته جعل لكم الليل لتسكنوا فيه) فسمى الليل رحمة ولا يلزم من ذلك أن يكون النهار عذابا انتهى، ومثله يقال فيما رواه ابن أبي عاصم في السنة عن أنس مرفوعا: لا تجتمع أمتي على ضلالة.
ورواه الترمذي عن ابن عمر بلفظ: لا يجمع الله أمتي على ضلالة ويد الله مع الجماعة، ورواه أحمد والطبراني في الكبير عن أبي نصر الغفاري في حديث رفعه سألت ربي أن لا تجتمع أمتي على ضلالة فقد قيل مفهومه أن اختلاف هذه الأمة ليس رحمة ونعمة لكن فيه ما تقدم نظيره عن النووي وغيره.
وفي الموضوعات
1 / 65