ويوجد شيوعيون - والاشتراكيون فصيلة منهم - يهمهم قبل كل شيء الأيدولوجية وتوثيق العلاقات بروسيا، ويرون أن خير الوطن وتقدمه لن يتحققا إلا من خلال الأيدولوجية، ولو طال الانتظار؛ ولذلك فهم يرحبون بالحل الذي يرسخ الاتجاه نحو الشيوعية وروسيا، سلما كان أو حربا، أم الحالة التي يطلق عليها اللاسلم واللاحرب.
ومن عجب أنه اكتسب شعبية عقب انصرافه، ونوه كثيرون بقيمة عرضه، وبثراء مخزونه من الأسرار، بل وجد من يدافع عنه فيقول إنه لم يكن مسئولا عن جرائمه، أو لم يكن يتحمل المسئولية الأولى، حتى قالت قرنفلة محتدة: زحزحوا المسئولية من شخص لشخص حتى تستقر في النهاية فوق كاهل جمعة مساح الأحذية!
ولكن وجد استعداد لقبوله إذا قرر حقا الانضمام إلى الكرنك. •••
ونسي أمره تماما خلال ثلاثة أشهر، ولما جاءنا مع تابعه في نفس الميعاد من المساء استقبل استقبالا عاديا كأنه فرد عادي من الناس، ووجد نفسه في شبه عزلة؛ ولذلك فتح هو الحديث من ناحيته فتساءل مقتحما لامبالاتنا: أما زلتم تتحدثون؟
فقال له زين العابدين عبد الله: كالعادة!
فأصر على إقحام نفسه قائلا: لقد حدثتكم عن آراء الطوائف ولكنني لم أحدثكم عن رأيي.
فسأله منير أحمد: عن الحرب؟
فقال بعجلة: هذه النقطة بالذات تحير العقول، ولكني أراها بسيطة. فثمة هزيمة وعدم استعداد للحرب، فيجب أن نحلها دون إبطاء، ولو دفعنا الثمن، لننفق كل مليم على تقدمنا الحضاري، ولكني في الحق أريد أن أتكلم عن حياتنا بصفة عامة.
ونجح في أن يلفت الأنظار إليه فقال: سأعترف لكم في الدقائق الباقية لي هنا بخلاصة تجربتي، لقد خرجت من الهزيمة أو قل من حياتي الماضية مؤمنا بمبادئ لن أحيد عنها ما حييت، ما هي هذه المبادئ؟
أولا:
Shafi da ba'a sani ba