Ƙiyayya, Abota, Soyayya, Aure

Muhammad Cabd Nabi d. 1450 AH
73

Ƙiyayya, Abota, Soyayya, Aure

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

Nau'ikan

أخبرتاني بأن أرعاها جيدا.

وذكرتاني قائلتين: «إنها أمك.» «المسكينة!»

ما كان بمقدور ألفريدا أن تقول مثل تلك الأشياء، ولعلها ما كانت لتستطيع أن تجد شيئا تقوله لو كانت في موضعهما.

لم أجد بأسا في عدم قدومها لزيارتنا. لم أكن أرغب أن يأتي الناس لزيارتنا بالمرة؛ إذ لم يكن لدي وقت من أجلهم، فقد صرت مهووسة بتدبير شئون المنزل؛ أشمع الأرضيات، وأكوي حتى مناشف الأطباق، وما كنت أفعل هذا كله إلا لأطرد خزيا من نوع ما (فقد بدا تدهور حالة أمي وكأنه خزي فريد أصابنا جميعا بعدواه). ما كنت أفعل هذا كله إلا ليبدو الأمر كما لو أنني كنت أعيش مع والدي وأخي وأختي حياة عائلية طبيعية في منزل عادي، ولكن في اللحظة نفسها التي يخطو فيها أحدهم من بابنا ويرى أمي، فإنه يدرك أن الأمر بخلاف ذلك؛ ومن ثم كانت تأخذه الشفقة بنا، وهو ما لم أستطع احتماله. •••

فزت بمنحة دراسية. لم أمكث في المنزل لرعاية أمي أو لرعاية أي شيء آخر، بل ذهبت إلى الكلية. كانت الكلية في المدينة ذاتها التي تعيش فيها ألفريدا. بعد بضعة أشهر طلبت مني المرور بها لتناول العشاء معها، ولكني لم أستطع الذهاب؛ لأنني كنت أعمل في كل مساء على مدى الأسبوع كله عدا أيام الآحاد فقط. كنت أعمل في المكتبة العامة الخاصة بالمدينة، في وسط البلدة، وفي مكتبة الكلية كذلك، وكلتاهما كانتا تفتحان للجمهور حتى التاسعة مساء. في وقت ما تال على ذلك، وخلال فصل الشتاء، كررت ألفريدا دعوتها لي، وفي هذه المرة كانت الدعوة في يوم أحد؛ فأخبرتها بأنني لن أستطيع زيارتها لأنني سأذهب لحضور حفل موسيقي.

فقالت: «آه، موعد غرامي؟» فقلت نعم، ولكن لم يكن ذلك حقيقيا حينها؛ كنت أذهب لحضور حفلات أيام الآحاد المجانية في قاعة الاستماع الخاصة بالكلية بصحبة فتاة أخرى، أو فتاتين أو ثلاث، حتى نجد شيئا ما نفعله، ويداعبنا الأمل الواهي في مقابلة بعض الشبان هناك.

قالت ألفريدا: «إذن سيكون عليك أن تحضريه معك في وقت ما، أنا أتحرق شوقا لمقابلته.»

قبيل نهاية العام كنت قد حظيت برفقة أحدهم لآخذه معي، وقد التقيته فعلا في إحدى تلك الحفلات الموسيقية، أو على الأقل، كان قد رآني هو في حفل موسيقي واتصل بي على الهاتف وطلب مني الخروج معا، لكني لم آخذه معي بالمرة لمقابلة ألفريدا، ولم أصطحب أيا من أصدقائي الجدد لمقابلتها على الإطلاق. كان أصدقائي الجدد من نوعية الأشخاص الذين قد يقولون لك: «هل قرأت «انظر باتجاه بيتك أيها الملاك»؟ آه، لا بد لك من قراءتها ... هل قرأت «آل بودنبروك»؟» كانوا من نوعية الأشخاص الذين أصحبهم لمشاهدة أفلام مثل «ألعاب محرمة» و«أطفال الجنة» عندما تقوم جمعية الفيلم بعرضها. أما الشاب الذي كنت أخرج بصحبته، والذي خطبت إليه فيما بعد، فقد كان يأخذني إلى المكتبة الموسيقية، حيث يمكنك الاستماع إلى التسجيلات في ساعة استراحة الغداء. وقد عرفني على موسيقى تشارلز جونود، وبسبب جونود أحببت فن الأوبرا، وبسبب الأوبرا أحببت موتسارت.

وحين تركت لي ألفريدا رسالة في مبيت الطلاب، تسألني أن أعاود الاتصال بها، لم أفعل ذلك بالمرة. بعد ذلك لم تتصل بي مرة أخرى. •••

كانت لا تزال تكتب للصحيفة، وبين الحين والآخر كنت أسترق نظرة سريعة إلى واحدة من مقالاتها الحماسية، حول التماثيل الخزفية الصغيرة لسيدات العائلة الملكية، أو نوع مستورد من بسكويت الزنجبيل، أو ثياب العرائس التحتية في شهر العسل. وأغلب الظن أنها كانت لا تزال ترد على الخطابات المرسلة من ربات البيوت في صفحة فلورا سيمبسون، ولا تزال تسخر منها ضاحكة. الآن وبعد أن أضحيت أعيش في المدينة، نادرا ما صرت ألقي نظرة على الجريدة التي كانت ذات مرة تبدو لي كأنها قلب الحياة في المدينة ونبضها؛ وحتى قلب حياتنا نحن أيضا على نحو ما، في منزلنا على بعد ستين ميلا. كانت مزحات أشخاص من نوع ألفريدا وهنري الحصان، ونفاقهم المضطرين إليه، قد صارا الآن يضايقانني مثل الحلي الزائفة؛ إذ أجدها رخيصة ومضجرة.

Shafi da ba'a sani ba