Ƙiyayya, Abota, Soyayya, Aure
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Nau'ikan
قال نيل: «إذا كنت تشعرين بالحر يمكنك تشغيل مكيف الهواء. إنه من الطراز القديم، كل ما عليك هو إغلاق النوافذ.»
لم يكن المنعطف الذي اتخذوه بالسيارة عند الناصية هو ما توقعته جيني.
قال نيل: «علينا الذهاب إلى المستشفى. لا داعي للذعر. شقيقة هيلين تعمل هناك ولديها شيء تريد هيلين أن تأخذه منها. أليس صحيحا يا هيلين؟»
فقالت هيلين: «صحيح، حذائي الجيد.» «حذاء هيلين الجيد»، هكذا قال نيل متطلعا نحو المرآة. «الحذاء الجيد الخاص بالآنسة هيلين وردي.»
قالت هيلين: «اسمي ليس هيلين وردي.» وبدا كما لو أنها لم تكن المرة الأولى التي تقول فيها هذا.
فقال نيل: «أنا أسميك هكذا لأن وجهك مثل الورد.» «غير صحيح.» «بل صحيح. أليس كذلك يا جيني؟ جيني متفقة معي، وجهك مثل الورد يا آنسة هيلين ذات الوجه الوردي.»
كان للفتاة حقا بشرة وردية رقيقة. لاحظت جيني أيضا حاجبيها ورموش عينيها التي تكاد تكون بيضاء، وشعرها الأشقر في نعومة شعر الأطفال، وفمها، الذي بدا شكله عاريا على نحو يثير الاستغراب، ليس مجرد الشكل المعتاد لفم دون طلاء شفاه. كان لها مظهر بيضة طازجة، كما لو أن ثمة طبقة من الجلد ما زالت مفقودة، وطبقة أخرى نهائية من شعر البالغين الأكثر خشونة. لا بد أنها ضحية سهلة للطفح الجلدي والإصابة بالعدوى، سرعان ما يظهر عليها أثر الحك والكدمات، والإصابة بالقرح حول فمها ودمامل الجفنين ما بين رموش عينيها البيضاء. ومع ذلك فلم تبد واهنة البنية. كان محيط كتفيها عريضا، وكانت نحيلة القوام ولكن ذات هيكل جسدي ضخم. ولم تبد غبية كذلك، على الرغم من تعبير وجهها الذي يجعل الرأس يبرز للأمام، كأنه تعبير عجل أو ظبي. كل شيء لا بد أن يطفو على السطح تماما لديها، انتباهها وكل ما يخص شخصيتها يوضع بين يديك مباشرة وفورا، في سلطة بريئة؛ سلطة كانت في نظر جيني ثقيلة الوطأة.
كانوا يصعدون بالسيارة تلا نحو المستشفى؛ المكان ذاته حيث أجرت جيني عمليتها الجراحية وقطعت الشوط الأول من العلاج الكيماوي. على الناحية الأخرى المواجهة لمباني المستشفى كانت هناك مقبرة. كان هذا طريقا رئيسيا وقد اعتادا المرور من هنا في الأيام الخوالي كلما أتيا إلى المدينة للتسوق أو للتسلية النادرة بمشاهدة فيلم، وقد اعتادت جيني حينذاك قول شيء ما، مثل: «أي منظر محبط هذا!» أو «لقد فهموا توفير وسائل الراحة بالمعنى الحرفي للكلمة.»
الآن بقيت صامتة. لم تزعجها المقبرة، أدركت أن الأمر لم يكن مهما.
لا بد أن نيل أدرك ذلك أيضا. قال ناظرا إلى المرآة: «كم تظنين عدد الموتى الموجودين في تلك المقبرة؟»
Shafi da ba'a sani ba