Ƙiyayya, Abota, Soyayya, Aure
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
Nau'ikan
كانت بولي بلا أب. ذلك ما كانوا يقولونه وما صدقته لورنا ذات مرة من قلبها. بولي بلا أب، على غرار قولنا إن القطة مانكس بلا ذيل.
في الغرفة الأمامية من بيت جدتها كانت هناك خريطة للأرض المقدسة، يتسم الصوف الذي صنعت منه بظلال عديدة، تستعرض المواقع الواردة في الكتاب المقدس. وقد أوصت جدتها بأن توهب بعد موتها لمدرسة الأحد الخاصة بالكنيسة المتحدة. لم يكن للعمة بياتريس أي حياة اجتماعية تتعلق برجل ما، منذ زمن عارها الذي محيت وصمته، وكانت صعبة الإرضاء للغاية، ينهشها حرص مستبسل على أسلوب الحياة القويم، بحيث كان من اليسير حقا الاعتقاد بأنها قد حبلت ببولي وهي عذراء بلا دنس. الشيء الوحيد الذي تعلمته لورنا من العمة بياتريس هو أن عليها دائما أن تضغط قطب الخياطة من الجنب، دون أن توسعها أكثر من اللازم، بحيث لا تظهر علامة المكواة عليها، وأيضا أنه يجب عدم ارتداء بلوزة شفافة القماش إلا بعد ارتداء ما يستر ما تحتها بحيث يخفي شرائط حمالة الصدر.
قال ليونيل: «آه، نعم، صحيح.» وفرد ساقيه كما لو أن امتنانه بالحكاية قد بلغ حتى أصابع قدميه. «ماذا عن حال بولي في هذا الجو المنزلي الظلامي؟ كيف كانت بولي نفسها؟»
بولي كانت على خير ما يرام، هكذا قالت لورنا. ممتلئة بالطاقة واجتماعية، طيبة القلب، واثقة من ذاتها.
قال ليونيل: «آه، احكي لي من جديد عن المطبخ.» «أي مطبخ؟» «ذلك الذي لا يوجد فيه كناري.» «مطبخنا!» وصفت له كيف فركت المطبخ كله بأوراق لف الخبز المشمعة لتجعله لامعا، الأرفف المسودة وراءه التي تحمل المقالي، الحوض والمرآة الصغيرة أعلاه التي بها قطعة مفقودة من أحد الأركان على شكل مثلث، والحوض القصديري الصغير من تحتها - الذي صنعه والدها - الذي كان فيه على الدوام مشط، ماسك الأقداح الساخنة القديم، علبة حمرة الوجه الجافة الصغيرة للغاية التي لا بد أنها كانت خاصة بأمها ذات يوم.
حكت له عن الذكرى الوحيدة التي تحتفظ بها عن أمها. كانت في وسط المدينة بصحبة أمها في يوم شتوي، كان هناك ثلج ما بين رصيف المشاة والشارع، وكانت قد تعلمت للتو قراءة الوقت، وتطلعت نحو ساعة مكتب البريد الكبيرة ورأت أنه قد حان وقت المسلسل الدرامي الممتد الحلقات التي كانت هي وأمها تستمعان إليه كل يوم عبر الراديو. شعرت بقلق عميق، ليس بسبب ضياع قصة المسلسل عليها؛ ولكن لأنها تساءلت عن مصير الأشخاص من أبطال القصة، والراديو مطفأ وهي وأمها لا تستمعان إليه. كان ما شعرت به أكثر من مجرد قلق، كان ذعرا، أن تفكر في الطريقة التي يمكن للأشياء بها أن تفقد، أو أن تمنع من الحدوث، لمجرد غياب طارئ أو مصادفة عابرة.
وحتى في تلك الذكرى، كانت أمها مجرد فخذ وكتف، بداخل معطف ثقيل.
قال ليونيل إن معرفته بوالده لا تزيد كثيرا عن تلك الدرجة من معرفتها بأمها، على الرغم من أن أباه ما زال حيا. حفيف ردائه الكهنوتي الأبيض؟ اعتاد ليونيل وأمه أن يتراهنا حول طول الفترات التي يمكن لأبيه أن يمضيها دون أن يتحدث إليهما. كان قد سأل والدته ذات مرة عما قد يثير غضبة أبيه، فأجابته بأنها حقا لا تدري!
قالت: «أظن أنه ربما لا يحب وظيفته.»
قال ليونيل: «ولماذا لا يجد لنفسه وظيفة أخرى؟» «ربما لا يمكنه التفكير في وظيفة يمكنه أن يحبها.»
Shafi da ba'a sani ba