وقال الآخر:
فما سوَّدتني عامر عن وراثةٍ ... أبى الله أنْ أسمو بأمٍّ ولا أب
أسكن الواو من قوله: (أن أسمو) ضرورة على التشبيه بالألف. والوجه نصبها.
وقال الآخر:
ماليَ عقْلي وهِمَّتي حسبي ... ما أنا مولىً ولا أنا عَرَبي
إِنِ انتمَى مُنْتَمٍ إلى أحدِ ... فإنَّني منتمٍ إلى أدَبي
وقال أبو الطيب في هذا المعنى:
ما بقومي شَرُفْتُ بلْ شَرُفوا بي ... وبنفسي فَخَرْتُ لا بِجُدُودي
وفي معناه أيضا قول علي بن العباس الرومي:
فَلاَ تتَّكِل إلا على ما فعلتَه ... ولا تحسِبَنَّ المجدَ يورثُ بالنَّسبْ
وليس يسودُ المرءُ إلاَّ بنفسه ... وإن عدّ آباءً كرامًا ذوي حسبْ
وقال بعض الحكماء: (منْ كَثُر أدبُهُ دامَ شرفُه).
وقال الشاعر:
وخير ما يجمع الفتى أدبُ ... يَزِينُه حين تُعْرَضُ النُّوبُ
لا يعرف الله حق معرفةٍ ... من لم يكن عاقلًا له أدبُ
قال إبراهيم المأمون: (من قَعَدَ به نسبُه نهض به أدبهُ) من كلام الأصمعي.
1 / 89