237

ظل الأرض وليس النهار عاما ولا الليل ايضا عاما وهي تطلع على قوم قبل قوم وتغرب عن قوم قبل قوم والجهة التي تطلع الشمس والكواكب منها هي المشرق وريحها يقال له الصبا والجهة التي تغرب منها هي المغرب ويقال لريحها الدبور وإذا توجه القائم الى جهة المشرق كانت الجهة التي عن يمينه الجنوب وريحها تسمى باسمها والجهة التي عن شماله الشمال وريحها تسمى باسمها وكل ريح اتت بين جهتين فهى نكباء وتسمى ايضا النعامي والمسكون من الأرض هو المائل الى جهة الشمال والربع الذي الى جهة الجنوب غير مسكون ويقال انه ليس به حيوان ومنه ياتي النيل ولذلك لا يصل أحد الى مبتداه وبقية الأرض غطاها الماء المالح وهو البحر الاعظم الذي اطرافه يقال له بحر المحيط ومن هذا البحر خليجان داخلان الى الربع العامر يتقاربان فنهاية احدهما الغرماءن ونهاية الاخر القلزم وبينهما من المسافة قدر (فصل) من الكلام ان الله تعالى لا يجوز ان يكون له مكان (اعلم) ايدك الله ان المكان عندنا هو ما احاط بالمتمكن فلما كان الله تعالى لا يجوز ذلك عليه لانه يقتضي حصره وتناهيه علم انه لا يجوز ان يكون في مكان ومن خالفنا في حد المكان قال انه ما تمكن عليه وتصرف فيه وهذا لا يجوز ايضا على الله تعالى لأن المتمكن معتمد ومماس ايضا لمكانه والاعتماد والمماسة من صفات المحدثين والله تعالى قديم فعلم انه لا يكون في مكان وذو المكان ايضا قد حصل له حيز فصار في جهة دون جهة ولا يكون كذلك إلا جسم أو بعض جسم وقد ثبت ان الله تعالى ليس بجسم ولا بعض جسم فعلم بطلان المكان ثم انه لو كان له مكان لم يخل مكانه من حالين أما ان يكون قديما أو محدثا ولا يصح ان يكون قديما لمشاركته لله تعالى في القدم وقد ثبت انه لا قديم الا هو وحده ولو كان المكان محدثا لكان الله سبحانه قبل احداثه له لا يخلو من قسمين أما ان يكون محتاجا الى المكان أو مستغنيا عنه ولا يجوز ان يكون لم يزل محتاجا إليه لما في ذلك من صفة النقص الذي لا يكون للقديم وان كان غنيا عنه قبل وجوده فلا يجوز ان يحتاج إليه بعد ذلك لأن حاجته تخرجه عن قدمه وتشابه بينه وبين خلقه فوجب نفي المكان عنه فإن قيل اليس من قولكم ان الله تعالى بكل مكان قلنا بلى ومعنى ذلك انه عالم بكل مكان وبما فيه حافظ له وهذا معروف في اللغة يقول القائل لصاحبه اعلم اني معك حيث كنت واني لا

--- [ 238 ]

Shafi 237