116

رضوان الله عليها انا التي كفلته وانا زوجة عمه الذي يرجوه ويؤمله فقال ان كنت صادقة فستلدين غلاما علاما مطواعا لربه هماما اسمه على ثلاثة احرف يلي هذا النبي في جميع اموره وينصره في قليله وكثيره حتى يكون سيفه على اعدائه وبابه لاوليائه يفرج عن وجهه الكربات ويجلو عنه حندس الظلمات تهاب صولته اطفال المهاد وترتعد من خيفته الفرائض عن الجلال له في فضائل شريفة ومناقب معروفة وصلة منيعة ومنزلة رفيعة يهاجر الى النبي في طاعته ويجاهد بنفسه في نصرته وهو وصيه الداقن له في حجرته قالت ام علي عليه السلام جعلت افكر في قول الكاهن فلما كان الليل رايت في منامي كان جبال الشام قد اقبلت تدب وعليها جلابيب الحديد وهي تصيح من صدورها بصوت مهول فاسرعت نحوها جبال مكة واجابتها بمثل صياحها واهول وهي تصيح كالشرد المحمر (المحمر الناقة يلبوس في بطنها ولد فلا تخرج حتى تموشق الشرد البعير النافر) وأبو قبيس ينتفض كالفرس ونصال تسقط عن يمينه وشماله والناس يلتقطون ذلك فلقطت معهم اربعة اسياف وبيضة حديدة مذهبة فاول ما دخلت مكة سقط منها سيف في ماء فغمر وطار الثاني في الجو واستمر وسقط الثالث الى الأرض فانكسر وبقي الرابع في يدي مسلولا فبينا انا به اصول إذ صار السيف شبلا فتبينته فصار ليثا مهولا فخرج عن يدي ومر نحو الجبال يجوب بلاطحها ويخرق صلادحها والناس منه مشفقون ومن خوفه حذرون إذ اتى محمد صلى الله عليه واله فقبض على رقبته فانقاد له كالظبية الالوف فانتبهت وقد راعني الزمع والفزع فالتمست المفسرين فطلبت القائفين والمخبرين فوجدت كاهنا زجر لي بحالي واخبرني منامي وقال لي أنت تلدين اربعة اولاد ذكور وبنتا بعدهم وان أحد البنين يغرق والاخر يقتل في الحرب والاخر يموت ويبقى له عقب والرابع يكون اماما للخلق صاحب سيف وحق ذا فضل وبراعة يطيع النبي المبعوث احسن طاعة فقالت فاطمة فلم ازل مفكرة في ذلك ورزقت بني الثلاثة عقيلا وطالبا وجعفرا ثم حملت بعلي عليه السلام في عشر ذي الحجة فلما كان الشهر الذي ولده فيه وكان شهر رمضان رايت في منامي كان عمود حديد قد انتزع من ام راسي ثم سطع في الهواء حتى بلغ السماء ثم رد الي فقلت ما هذا فقيل لي هذا قاتل أهل الكفر وصاحب ميثاق النصر باسه شديد يفزع من خيفته وهو معونه الله لنبيه وتاييده على عدوه قالت فولدت عليا عليه السلام وجاء في الحديث انها دخلت الكعبة على ما جرت به عادتها فصادف دخولها وقت ولادتها فولدت أمير المؤمنين صلى الله عليه واله داخلها وكان ذلك في النصف من شهر رمضان ولرسول الله صلى الله عليه واله ثلاثون سنة على الكمال فتضاعف ابتهاجه به وتمام مسرته

--- [ 117 ]

Shafi 116