والتحميد ذكر أوصاف الكمال وأنّه سبحانه حىّ عليم قدير مريد سميع بصير متكلّم، وهو معنى الحمد لله، والتكبير إثبات الجلال وأنّه سبحانه أجلّ من أن يحيط به العقل وأعظم من أن يدركه الوصف، وهو معنى الله أكبر، أى: أكبر ممّا وصفنا وإنّما علمنا من حسن ثنائه ما تطيقه عقولنا، وجعل اعترافنا بالعجز عن الإدراك ما يقوم مقام الإدراك، فإذا ثبت العلم بموجود برئ من النقائص موصوف بالكمال متفرّد بالجلال ثبت أنّه لا إله إلاّ هو ثم ثبتت الوسائط بحكم الشرع، وتردّ الفعل إليه توحيدا بقولك: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم، معناه أنّ أفعالنا خلق لله تعالى، ولذلك سمّيت هذه الكلمات الباقيات الصالحات، وهى: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العلىّ العظيم.
قلت: وقد ألّفت فى هذا المعنى جزء جيّد وسمّيته مطالع الأنوار فى مناقب الأبرار، وإنّما قدّمت فى أوّل هذا التأريخ هذه المقدّمة للبركة بما فى مجموعها من معانى ذكر الله ﷿.
1 / 13