169

Gangar Azanci

كنز الدرر و جامع الغرر

Mai Buga Littafi

عيسى البابي الحلبي

Nau'ikan

قال ابن الجوزى ﵀ إنّ جدّه ﵀ ذكر الحديث فى الواهية، وقال: الشيخ الذى فى الحديث مجهول، ثم قال: لا يقدح فى الحديث فقد أخرج الحميدى فى آخر الجمع بين الصحيحين عن رجل مجهول وغيره، وإنّما الحديث الذى ضعّفوه رواه أبو هريرة وغيره: إنّ الله تعالى كلّم البحر الشامى فقال:
يا بحر ألم أخلقك وأكثرت ماءك، وهو حديث طويل، قال ابن الجوزى: قال جدّى ﵀: فى طريق هذا الحديث عبد الرحمن العمرى اتّفقوا على تركه، وذكر غيره وقال: إنّما هو من كلام كعب الأحبار.
فإن قيل: لم سمّى بحرا قلنا: لعمقه وسعته، وقال الجوهرى: (١) البحر خلاف البرّ والجمع أبحر وبحار وبحور، قال: وكلّ نهر عظيم بحر، ويسمّى الفرس الواسع الجرىّ: بحرا، قلت: وكذلك العالم المتّسع فى علمه يسمّى بذلك، وقد سمّى عبد الله بن عبّاس رضى الله عنه بحرا لاتّساع علومه.
واختلفوا فى عدد البحار على أقوال: أحدها: إنّها سبعة أبحر، منها ستّة ظاهرة وواحد محيط بالدنيا مظلم ومنه (١٤٠) تستمدّ باقى البحور، قاله ابن عبّاس الثانى: إنّها خمسة أبحر، قاله مقاتل.
الثالث: أربعة أبحر، قاله مجاهد.
والأوّل أصحّ، شهد بذلك القرآن، ولأنّ السموات سبع، والأرضين سبع، والنجوم السيّارة سبع، والأيّام سبع، وخلق الإنسان من سبع، لقوله تعالى:
﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ طِينٍ»﴾ (٢) الآية، ورزق من سبع لقوله تعالى:
﴿فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسانُ إِلى طَعامِهِ»﴾ (٣) الآية، ومن قال بالأربع والخمس فهى داخلة فى السبع.

(١) الصحاح ٢/ ٥٨٥ آ
(٢) القرآن الكريم ٢٤/ ١٢
(٣) القرآن الكريم ٨٠/ ٢٤

1 / 160