وروى أبو منصور شهردار الديلمي في كتاب الفردوس من حديث جابر مرفوعًا بنحوه. وروى أبو بكر بن أبي الدنيا بسنده عن وهيب بن الورد مولى بني مخزوم ﵀ قال: لقي عالم عالمًا هو فوقه في العلم فقال: يرحمك الله ما الذي أخفي من عملي؟ قال ما يظن بك أنك لم تعمل حسنة قط إلا أداء الفرائض. قال يرحمك الله فما الذي أعلن من عملي؟ قال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإنه دين الله الذي بعث به أنبياءه إلى عباده وقد اجتمع الفقهاء على قول نبي الله ﷺ: ﴿واجعلني مباركًا أين ما كنت﴾ وما بركته تلك؟ قال: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أين ما كان.
وروى ابن أبي الدنيا أيضًا بسنده عن العلاء بن عبد الرحمن الجهني رحمة الله عليه. قال: حدثني الذي سمع عليًا. قال: الجهاد على أربع شعب على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والصدق في المواطن وشنآن الفاسقين. فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر أرغم أنف المنافق ومن صدق في المواطن قضى ما عليه. ومن شنى الفاسقين وغضب لله غضب الله له، قال: فقام الرجل إلى علي ﵁ فقبل رأسه.
وبسنده عن الحسن بن علي بن حسن عن أبيه عن جده قال كان يقال: لا يحل لعين مؤمنة ترى الله يعصى فتطرف حتى تغيره.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث أنس بن مالك ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (من أنعش حقًا بلسانه جرى (الله) له أجره حتى يأتي يوم القيامة فيوفيه الله ثوابه ...). ورواه الطبراني في مكارم الأخلاق.
وفي رواية لأحمد: (ما من رجل ينعش بلسانه حقًا فعمل به بعده إلا جرى عليه أجره إلى يوم القيامة ثم وفاه الله -تعالى- ثوابه يوم القيامة).
ورواه البيهقي -في شعب الإيمان-.
قوله (ينعش) أي يقول ويذكر.
وروى أبو الفتح نصر بن إبراهيم -في كتاب الحجة- بسنده- عن عبد الله بن موهب عن عصمة بن مالك الخطمي ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ: (لمقام أحدكم