19

Babban Taska

الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن داود الحنبلي

Bincike

د. مصطفى عثمان صميدة، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة

Mai Buga Littafi

دار الكتب العلمية

Lambar Fassara

الأولى

Shekarar Bugawa

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م.

Inda aka buga

بيروت

﴿والصَّلاة الوسطى﴾ وقوله: ﴿فيهما فاكهةٌ ونخلٌ ورمانٌ﴾ وقوله في الحديث: (كان- ﷺ يحب الحلوى والعسل وما يشابه ذلك). وقوله: ﴿ويأمرون بالمعروف﴾ فالأمر ضد النهي. المره منه (أمره) بالفتح، والجمع (أوامر) يقال: (أمور) بكذا على فعول. والنهي خلافه. يقال: (نهاه) (ينهاه) (نهيًا) (فانتهى) و(تناهى) أي كف. وهو (نهوٌّ) و(النُّهية) الاسم منه. و(تناهوا) أي نهي بعضهم بعضًا. و(المعروف) طاعة الله قاله أبو سليمان الداراني. وقال الراغب: المعروف كل ما يستحسنه العقل. وأما المنكر فهو: معصية الله. وقيل: كل ما يستقبحه العقل وينكره. وقبل: المعروف خدمة الحق، والمنكر صحبة النفس. وقيل: المعروف إيثار حق الحق، والمنكر اختيار حظ النفس. وقيل: المعروف ما يزلفك إليه، والمنكر ما حجبك عنه. وقوله: ﴿وأولئك هم المفلحون﴾ جعل سبحانه- الفلاح منوطًا بذلك يعني المتصفين بما تقدَّم هم الناجون الفائزون فازوا بالجنة ونجوا من النار. وقيل: الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا. قاله ابن عباس. وقيل: الفلاح بمعنى البقاء أي الباقون في النعيم المقيم المقطوع لهم بالخير في الدنيا والآخرة. فمن اتصف من الأمة بهذه الصفات دخل معهم في الثناء والمدح لهم. كما قال قتادة: بلغنا أن عمر بن الخطاب في حجة حجها رأى من الناس نزغة فقرأ هذه الآية: ﴿كنتم خير أمَّةٍ أخرجت للنَّاس﴾ قال: من سره أن يكون من تلك الأمة فليؤد شرط الله فيها. رواه محمد بن جرير. ومن لم يتصف بذلك أشبه أهل الكتاب الذين ذمهم الله بقوله: ﴿كانوا لا يتناهون عن مُّنكرٍ فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون﴾.

1 / 33