Kanisar Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Nau'ikan
أما الثانية فإنها وجهت إلى مجلس الشيوخ الروماني، وأهم ما جاء في الأولى رجاء القديس الفيلسوف أن يشمل الإمبراطور المسيحيين بعطفه، فينظر هو في قضاياهم المماثلة أمام المحاكم، وأردف القديس هذا الرجاء بانتقاد موقف السلطات الرسمي من المسيحيين، فأبان أن اللفظ «مسيحي» كاللفظ «فيلسوف» لا يشكل في حد ذاته جرما أو براءة، ثم يخلص إلى القول بأن امتناع المسيحيين عن احترام الآلهة والتعبد لها إنما هو ناشئ عن خوفهم من غضب الله في يوم الدينونة، وأنهم بابتعادهم عن الشر يصبحون أفضل العناصر لتدعيم الحكم وتأييده، وينتقل بعد هذا إلى وصف عقيدة المسيحيين والطقوس التي يمارسونها والأسباب التاريخية التي تدفعهم إلى ذلك ، فالنبوءات في نظره تثبت أن يسوع ابن الله، والمسيح المخلص أسس الدين المسيحي ليغير البشرية، ويردها إلى ما كانت عليه في الأصل، والشياطين قلدت النبوءات فأنشأت أسرار الديانات الوثنية وطقوسها، وأفلاطون نفسه أخذ عن التوراة؛ ومن هنا هذه الأفكار المسيحية في فلسفته.
ويستهل القديس الشهيد دفاعه الثاني بالإشارة إلى الحكم بالإعدام، الذي أصدره أوربيكوس
Urbicus
برايفكتوس رومة على ثلاثة من المسيحيين لمجرد اعترافهم بأنهم مسيحيون، ثم يحكم الرأي الروماني العام في مثل هذه القضية، ويحتج على قساوة الأحكام الصادرة، ويدحض عددا من التهمات التي كانت تلصق بالنصارى، ويرد على بعض المستهزئين، فيقول للذين استغربوا إحجام النصارى عن الانتحار، على الرغم من أن هذا الانتحار يعجل لقاءهم بربهم: إن النصارى لا يعاكسون إرادة الله، ولكنهم لا يحجمون عن الاعتراف بنصرانيتهم أمام القضاة؛ لأنهم أصحاب ضمير يعتبرون الكذب نفاقا وزندقة.
44
ويخلص إلى القول بأن الاضطهاد يهيئ للمسيحيين ظرفا يظهرون فيه تفوق دينهم على الأديان الوثنية.
والذيالوغوس الذي أعده يوستينوس يتضمن جدلا دار في أفسس زهاء يومين كاملين مع تريفون اليهودي،
45
ويبدأ القديس هذا الذيالوغوس بسرد ما جرى له في سعيه وراء الحقيقة وفي كيفية دخوله في النصرانية، ثم يبين في الفصول 9-47 موقف النصارى من التوراة، فيؤكد أن ناموس موسى كان وقتيا، وأن الناموس المسيحي هو ناموس البشرية بأسرها على مدى الأجيال، وينتقل بعدئذ إلى المسيح الإله، فيكرس الفصول 48-108 إلى تدعيم ألوهية السيد المخلص، ثم يعتبر المؤمنين به الحافظين وصاياه شعب الله الخاص (109-142). والذيالوغوس في الشكل الذي نعرفه عبارة عن تدوين ملخص ما جرى في أفسس، لا تدوين أسئلة وأجوبة بالتسلسل الذي جاءت فيه أثناء المناقشة.
46
Shafi da ba'a sani ba