Kanisar Antakiya
كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م
Nau'ikan
20
أم المؤمنين
وكانت مريم أم يسوع قد نالت نعمة عند الله، فحل الروح القدس عليها وظللتها قوة العلي، فذهبت إلى مدينة يهوذا، ودخلت إلى بيت زكريا وسلمت على اليصابات؛ فعندما سمعت اليصابات سلامها ارتكض الجنين في بطنها وامتلأت من الروح القدس، فصاحت مباركة: أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك. من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي. فقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، فها منذ الآن تطوبني جميع الأجيال؛ لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس ورحمته إلى أجيال وأجيال للذين يتقونه.
21
ثم ولدت الرب وأضجعته في مذود، فسبح جمهور من الجند السماويين قائلين: المجد لله في العلا وعلى الأرض السلام وللناس المسرة. فسمعت مريم بهذا «وحفظته كله وتفكرت به في قلبها»، ولما أتم يوسف ومريم كل شيء حسب الناموس، رجعا بيسوع إلى الناصرة، فكان الصبي ينمو ويتقوى ممتلئا حكمة، وكان أبواه يذهبان إلى أوروشليم كل سنة في عيد الفصح، فلما بلغ اثنتي عشرة سنة صعدا إلى أوروشليم ، ولما تمت الأيام عند رجوعهما بقي الصبي في أوروشليم، فطلباه فلم يجداه، وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل جالسا فيما بين المعلمين يسمعهم ويسألهم، فقالت أمه له: لم صنعت بنا هكذا؟ إننا كنا نطلبك متوجعين. فقال: إنه ينبغي لي أن أكون فيما هو لأبي. ثم نزل معهما إلى الناصرة، «وكانت أمه تحفظ ذلك الكلام كله في قلبها»،
22
ثم اعتمد يسوع، ولما ابتدأ في الوعظ والعمل كان له نحو ثلاثين سنة، وكان عرس في قانا الجليل، وكانت مريم هناك، فدعي يسوع وتلاميذه إلى العرس، وفرغت الخمر فاشتركت مريم في أداء الرسالة، فقالت ليسوع ليس عندهم خمر، فقال: لم تأت ساعتي بعد. فقالت للخدام: مهما يأمركم به فافعلوه. فحول يسوع الماء خمرا،
23
وكانت هذه أولى عجائبه، ورافقت مريم يسوع حتى ساعة موته على الصليب، فقد جاء في إنجيل يوحنا الحبيب أنها كانت واقفة عند صليب يسوع، وأن السيد قال لها مشيرا إلى الذي كان يحبه: «هو ذا ابنك.» وأنه قال لهذا: «هذه أمك.» وأن يوحنا أخذها من تلك الساعة إلى خاصته،
24
Shafi da ba'a sani ba