180

Kanisar Antakiya

كنيسة مدينة الله أنطاكية العظمى (الجزء الأول): ٣٤–٦٣٤م

Nau'ikan

ولدى انفضاض المجمع الأنطاكي الثالث عاد أناطوليوس ممثل حبر الإسكندرية برفقة صديقه القديم أفسابيوس الإسكندري أسقف اللاذقية إلى هذه المدينة، وأقام عنده مدة وجيزة، وفي أثناء إقامته في اللاذقية اختار الله أفسابيوس فشغر كرسيه، فتقدم المؤمنون من أناطوليوس راجين بقاءه في مدينتهم أسقفا عليهم وخلفا لصديقه الراحل، فقبل دعوتهم وساس كنيستهم حتى السنة 282، وكان عالما كبيرا كما سبق وأشرنا ورياضيا ماهرا، فصنف في اللاذقية كتابه الشهير في عيد الفصح.

98

ماني وثنويته (216-276)

وجاء في تاريخ الراهب الرهاوي أن مجمع أنطاكية الثالث حرم تعاليم ماني في الوقت نفسه، الذي حرم فيه تعاليم بولس السميساطي، وهو قول ضعيف لا يجوز الأخذ به؛ لأن المؤرخ الرهاوي دون أخباره في القرن الثالث عشر، وجاء أيضا في بعض التواريخ السريانية وفي تاريخ ميخائيل الكبير «أن ماني ولد في مدينة السوس سنة 240، وتنصر وسامه أسقفها كاهنا سنة 268، ثم مرق من النصرانية لخبث طينته».

99

وهذا القول ضعيف أيضا؛ لأنه جاء متأخرا؛ فميخائيل الكبير ولد في السنة 1126 في ملطية، وتوفي في السنة 1199.

ويجمع رجال البحث والتنقيب على أن ماني بن بابك ولد في ماردين في السنة 215 أو 216، وأنه ادعى الوحي أول مرة في الثالثة عشرة من عمره، ثم في الخامسة والعشرين، أي السنة 240 أو 241، وعلم ماني وبشر في طيسفون وخص شابور بإحدى رسائله، وقال بسببين أصليين النور والظلام، وبظروف ثلاثة الماضي والحاضر والمستقبل. والنور والظلام عند ماني كائنان مستقلان منفصلان منذ الأزل، ولكن الظلام غزا النور في الماضي، وأصبح بعض النور ممتزجا بالظلام، وهذه هي حالة عالمنا في الحاضر. ثم يخلص ماني إلى القول أن لا بد من تنقية النور من هذا الظلام؛ كي يعود النور والظلام إلى الانفصال التام كما بدآ، والله هو سيد عالم النور، والشيطان سيد عالم الظلام. هذا بعض ما قاله ماني عن الماضي، فأما في الحاضر فإن قوى النور أرسلت بوذا وزورواستر، ثم يسوع وهو أهم الجميع ؛ والعالم عند ماني ينتهي في المستقبل بثوران هائل وسقوط عظيم، فيصعد الصالحون في الفضاء إلى أعلى، والأشرار يهبطون إلى ظلام دائم.

ماني والنصرانية

وخص ماني السيد المخلص بمكانة ممتازة، وادعى أنه هو رسوله، وأنه هو البارقليط المنتظر الذي وعد به السيد، وأن مقدرته على معرفة ما كان وما سيكون مستمدة من البارقليط الذي حل فيه. ويرى رجال الاختصاص الذين وفقوا إلى درس ما بقي من رسائل ماني في تركستان، وفي أوراق البردي في مصر؛ أن المانوية تفرعت عن المسيحية لا الوثنية.

100

Shafi da ba'a sani ba