94

Kamil Munir

الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

فإن قالوا: فمن يولى الزكاة، والحج، والصيام، والجهاد، والأحكام، وقسم الفيء والمواريث، وشرائع الدين كلها؟

فقل لهم: إن كان ولاه إياها مع الصلاة [فولوه](1)، وإن كان أمسك فأمسكوا، وليسعكم ما وسعه صلى الله عليه وآله وسلم.

فإن قالوا: إن الصلاة عمود الدين، وسائر الأشياء تبع لها، والصلاة والزكاة مقرونتان في كتاب الله.

فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: ما الذي منع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يصير إليه مع الصلاة والزكاة وسائر الدين كما صيرتم ذلك إليه، أعجز عن الكلام؟ أم لم يحسن (أن)(2) يفعل كما فعلتم؟ أم قال لكم: الأمر في الصلاة [إلي](3)، وسائر الدين إليكم فقلدوا من شئتم أمركم؟

فإن قالوا: هذا لا يستقيم؛ من صيرت إليه الصلاة فهو الإمام؛ لأن الصلاة عمود الدين، وسائر الأشياء تبع لها، فمن ترك صلاة واحدة متعمدا فقد كفر بالله العظيم.

فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: ما حجتهم على من خالفهم في الصلاة أنها ليست بعمود الدين، وقال: إن عمود الدين طاعة ولي الأمر ومودة ذوي القربى(4)؛ لأن ولي الأمر هو الدليل على الدين؟.

ولو لم يكن دليل لم يكن مدلول عليه؛ فطاعة ولي الأمر ومودة ذوي القربى مفروضتان على الخلق لا يسقطان، ولا يسقط فرضهما عن أحد من الخلق إلا بجحود الخلق لهما؛ لأن الدين لا يقوم إلا بهما، ونجد الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، والجهاد

Shafi 94