86

Kamil Munir

الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)

فإن قالوا: أن الحرب أنها ليست من دين الله. فقد طعنوا على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ إذ زعموا أنه أمر بغير دين الله.

فإن قالوا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد فسخ طاعة عمرو عن أبي بكر وعمر.

فقل لهم: لم نناظركم في فسخ الطاعة أنها إذ زعمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر أبا بكر بالصلاة ثم وجد - زعمتم - إفاقة فخرج يتهادى بين يدي علي بن أبي طالب والفضل بن العباس(1)، فلما سمع أبو بكر نحنحة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعتزل عن المحراب وتقدم النبي صلى الله عليه وآله وسلم(2).

فإذا كان ذلك كذلك فقد فسخ صلاة أبي بكر التي ادعيتم له الإمامة بها إنما نحن في فرض طاعة عمرو بن العاص عليهما؛ إذ زعمتم أن الطاعة التي أمر بالله بها المؤمنين لولاة الأمر أنهم أمراء السرايا.

Shafi 86