187

Cikakken ilmin harshe da adabi

الكامل في للغة والأدب

Bincike

محمد أبو الفضل إبراهيم

Mai Buga Littafi

دار الفكر العربي

Lambar Fassara

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

Shekarar Bugawa

١٩٩٧ م

Inda aka buga

القاهرة

وقال رجل لرجل من قريش: إني والله ما أمل الحديث، قال: أيمل العتيق١. وقال المهلب بن أبي صفرة: العيش كله في الجليس الممتع. وقال معاوية: الدنيا بحذافيرها الخفض والدعة. وقال يزيد بن المهلب: ما يسرني أني كفيت أمر الدنيا كله، قيل له: ولم أيها الأمير؟ قال: أكره عادة العجز. ويروى عن بعض الصالحين أنه قال: لو أنزل الله كتابًا أنه معذب رجلًا واحدًا لخفت أن أكونه، أو أنه راحمٌ رجلًا واحدًا لرجوت أن أكونه، أو أنه معذبي٢ لا محالة ما ازددت إلا اجتهادًا لئلا أرجع على نفسي بلائمة.

١ ر، س:"إنما يمل العتيق"، والعتيق: القديم. ٢ ر:"ولو علمت أنه معذبى".

أدب عمر بن عبد العزيز ويروى أن عمر بن عبد العزيز كان يدخل إليه سالم مولى بني مخزوم وقالوا: بل زياد وكان عمر أراد شراءه وعتقه، فأعتقه مواليه، وكان عمر يسميه: أخي في الله، فكان إذا دخل وعمر في صدر مجلسه تنحى عن الصدر، فيقال له في ذلك فيقول: إذا دخل عليك من لا ترى لك عليه فضلًا فلا تأخذ عليه شرف المجلس. وهم السراج ليلة بأن يخمد، فوثب إليه رجاء بن حيوة ليصلحه، فأقسم عليه عمر فجلس، ثم قام عمر فأصلحه. فقال له رجاء: أتقوم يا أمير المؤمنين قال: قمت وأنا عمر بن عبد العزيز، ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز. وروي عن رسول الله ﵌ أنه قال: "لا ترفعوني فوق قدري فتقول في ما قالت النصارى في المسيح، فإن الله اتخذني عبدًا قبل أن يتخذني رسولًا". ودخل مسلمة بن عبد الملك على عمر بن عبد العزيز في مرضته التي مات فيها، فقال: ألا توصي يا أمير المؤمنين؟ قال: فيم أوصي؟ فوالله إن لي من مال، فقال: هذه مائة ألف فمر فيها بما أحببت، فقال: أو تقبل؟ قال: نعم، قال. ترد على من أخذت منه ظلمًا. فبكى مسلمة ثم قال: يرحمك الله لقد ألنت منا قلوبًا قاسية، وأبقيت لنا في الصالحين ذكرًا.

1 / 190