وقال الفضيل بن عياض في قوله تعالى: ﴿لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾. قال: أخلصه وأصوبه. فقيل له: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه؟ فقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا ولم يكن خالصًا لم يقبل، حتى يكون صوابًا خالصًا، والخالص أن يكون لله، والصواب أن يكون على السنة.
وقال سعيد بن جبير والحسن البصري: لا يُقبل قول إلا بعمل، ولا يقبل قول وعمل إلا بنية، ولا يقبل قول وعمل ونية إلا بموافقة السنة، وهي الشريعة.
وفي حديث معاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه: العلم إمام العمل، والعمل تابعه. وهذا ظاهر فإنَّ القصد والعمل إنْ لم يكن بعلم كان جهلًا وضلالًا واتباعًا للهوى، وهذا مشاهد فإنَّ كثيرًا من الناس مَنْ يتعبد بعبادات لم يأمر الله بها، بل قد نهى عنها.
وقيل في تفسير الآية ما رُوي عن علي كرم الله وجهه: إن المراد وأقاموا الصلوات المفروضات.
وقال معاذ بن جبل ﵁: العمل الصالح الذي يكون فيه أربعة أشياء: العلم والنية والصبر والإخلاص.
1 / 63