الحض على ذكر الله
اللهم صل على أشرف خلقك محمد، ولله الحمد وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا * يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم﴾ (الأحزاب ٧٠-٧١) وقال تعالى ﴿إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح﴾ (فاطر ١٠) وقال تعالى ﴿فاذكروني أذكركم واشكروا لي﴾ (البقرة ١٥٢) وقال تعالى ﴿اذكروا الله ذكرا كثيرا﴾ (الأحزاب ٤١) وقال تعالى ﴿والذاكرين الله كثيرا والذاكرات﴾ (الأحزاب ٣٥) وقال تعالى ﴿الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم﴾ (آل عمران ١٩٠) وقال تعالى ﴿إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا﴾ (الأنفال ٤٤)
1 / 14
وقال تعالى ﴿فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا﴾ (البقرة ٢٠٠) وقال تعالى ﴿لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله﴾ وقال تعالى ﴿رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة﴾ (المنافقون ٩) وقال تعالى ﴿واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين﴾ (الأعراف ٢٠٥)
فضل الذكر
عن أبي الدرداء ﵁ «قال رسول الله ﷺ: ألا أنبئكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخير لكم من إنفاق الذهب والورق وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: بلى يا رسول
1 / 15
الله.
قال: ذكر الله» خرجه الترمذي وابن ماجه وقال الحاكم صحيح الإسناد.
وقال أبو هريرة ﵁: «قال النبي ﷺ: سبق المفردون.
قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات» خرجه مسلم.
وذكر عبد الله بن بسر أن «رجلًا قال: يا رسول الله إن شرائع الايمان قد كثرت علي، فأخبرني بشيء أتثبت به.
قال: لا يزال لسانك رطبًا من ذكر الله تعالى» رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وعن أبي موسى الأشعري ﵁ عن النبي ﷺ قال: «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت» أخرجه البخاري.
وعن أبي هريرة ﵁ «عن رسول الله ﷺ قال: من قعد مقعدًا لم يذكر الله تعالى فيه، كانت عليه من الله تعالى ترة ومن اضطجع مضجعًا لا يذكر الله تعالى فيه كانت عليه من الله
1 / 16
ترة» أي نقص وتبعة وحسرة.
خرجه أبو داود.
فضل التحميد والتهليل والتسبيح
في الصحيحين عن أبي هريرة ﵁ «أن رسول الله ﷺ قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنه ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزًا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه»
وقال «من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة حطت عنه خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر»
وفيهما أيضًا عن أبي هريرة ﵁ قال، «قال رسول الله ﷺ: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم»
1 / 17
وقال أبو هريرة ﵁: «قال رسول الله ﷺ: لأن أقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس» خرجه مسلم
وقال سمرة بن جندب ﵁: «قال رسول الله ﷺ: أحب الكلام إلى الله تعالى أربع، لا يضرك بأيهن بدأت، سبحان الله، والحمد لله ولا إله إلا الله، والله أكبر» خرجه مسلم
وخرج أيضًا «عن سعد بن أبي وقاص ﵁، قال: كنا عند رسول الله ﷺ فقال: أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة، قال: يسبح مائة تسبيحة فتكتب له ألف حسنة، أو تحط عنه ألف خطيئة»
وفيه أيضًا «عن جويرية أم المؤمنين ﵂ أن النبي ﷺ خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟ قالت: نعم.
فقال النبي ﷺ: لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات، لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه
1 / 18
سبحان الله زنة عرشه، سبحان الله مداد كلماته»
وعن سعد بن أبي وقاص ﵁ «أنه دخل مع رسول الله ﷺ على امرأة وبين يديها نوى، أو حصى تسبح به فقال: ألا أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا، أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك» خرجه أبو داود، والترمذي وقال حديث حسن.
وعن سعد بن أبي وقاص ﵁ أن «أعرابيًا جاء إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله علمني كلمات أقولهن.
قال: قل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الله أكبر كيرًا، والحمد لله كثيرًا.
وسبحان الله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الحكيم.
قال: فهؤلاء لربي، فما لي؟ قال: قل: اللهم اغفر لي، وارحمني، واهدني، وعافني، وارزقني.
فلما ولى الأعرابي قال النبي ﷺ: لقد ملأ يديه من الخير»
1 / 19
خرجه مسلم
وعن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «قال النبي ﷺ: لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال: يا محمد أقرئ أمتك مني السلام، وأخبرهم أن الجنة طيبة التربة، عذبة الماء، وأنها قيعان وأن غراسها: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر» قال الترمذي: حديث حسن.
«وقال أبو موسى الأشعري ﵁: قال لي النبي ﷺ: ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ فقلت: بلى يا رسول الله.
قال: قل لا حول ولا قوة إلا بالله.
» متفق عليه.
في ذكر الله تعالى طرفي النهار
قال الله تعالى ﴿يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا * وسبحوه بكرة وأصيلا﴾ (الأحزاب: ٤١) - الأصيل: ما بين العصر والمغرب - وقال تعالى: ﴿واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين﴾ (الأعراف: ٢٠٥) .
﴿وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار﴾ (غافر: ٥٥)
1 / 20
وقال تعالى ﴿وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب﴾ (ق: ٣٩) ﴿ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه﴾ (الأنعام: ٥٢) ﴿فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشيا﴾ (مريم: ١١) .
﴿ومن الليل فسبحه وإدبار النجوم﴾ (الطور: ٤٩) ﴿فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون﴾ (الروم: ١٧) ﴿وأقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات﴾ (هود: ١١٤)
وقال أبو هريرة ﵁: «قال النبي ﷺ: من قال حين يصبح وحين يمسي: سبحان الله وبحمده مائة مرة، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه» خرجه مسلم
وخرج أيضًا عن عبد الله بن مسعود ﵁ قال: «كان نبي الله ﷺ إذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله، والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، رب أسألك خير ما في هذه الليلة، وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه
1 / 21
الليلة، وشر ما بعدها، رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر، رب أعوذ بك من عذاب في النار، وعذاب في القبر.
وإذا أصبح قال ذلك أيضًا: أصبحنا وأصبح الملك لله»
«وقال عبد الله بن خبيب خرجنا في ليلة مطر، وظلمة شديدة نطلب النبي ﷺ ليصلي لنا، فأدركناه، فقال: قل فلم أقل شيئًا، ثم قال: قل فلم أقل شيئًا، قال: قل قلت: يا رسول الله ما أقول؟ قال: قل هو الله أحد.
والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات يكفيك من كل شيء» خرجه ابو داود، والنسائي والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وذكر أبو هريرة «عن النبي ﷺ أنه كان يعلم أصحابه يقول: إذا أصبح أحدكم فليقل: اللهم بك أصبحنا، وبك أمسينا، وبك نحيا، وبك نموت، وإليك النشور وإذا أمسى فليقل: اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا وبك نحيا وبك نموت وإليك المصير» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وعن شداد بن أوس ﵁ «عن النبي ﷺ قال: سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا
1 / 22
عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنبي، فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت من قالها حين يمسي فمات من ليلته، دخل الجنة، ومن قالها حين يصبح فمات من يومه دخل الجنة» خرجه البخاري.
وعن أبي هريرة ﵁: «إن أبا بكر الصديق ﵁ قال يا رسول الله علمني شيئًا أقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت، قال: اللهم عالم الغيب والشهادة، فاطر السموات والأرض، رب كل شيء ومليكه، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي، وشر الشيطان وشركه - وفي رواية: وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم -.
قله إذا أصبحت وإذا أمسيت، وإذا أخذت مضجعك» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
وقال عثمان بن عفان ﵁: «قال رسول الله ﷺ: ما من عبد يقول في صباح كل يوم، ومساء كل ليلة: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وهو السميع العليم، ثلاث مرات، لم يضره شيء» قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
1 / 23
وعن ثوبان وغيره «أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يمسي: رضيت بالله ربًا وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ نبيًا كان حقًا على الله أن يرضيه» قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وعن أنس بن مالك ﵁ «أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يصبح أو يمسي: اللهم إني أصبحت أشهدك، وأشهد حملة عرشك، وملائكتك وجميع خلقك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت وأن محمدًا عبدك ورسولك، أعتق الله ربعه من النار ومن قالها مرتين أعتق الله نصفه من النار، ومن قالها ثلاثًا أعتق الله ثلاثة أرباعه من النار، فإن قالها أربعًا أعتقه الله من النار» قال الترمذي: حديث حسن.
وعن عبد الله بن غنام ﵁ «أن رسول الله ﷺ قال: من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة (أو بأحد من خلقك) فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد، ولك الشكر فقد أدى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته» خرجه أبو داود
وقال عبد الله بن عمرو ﵄: «لم يكن النبي ﷺ
1 / 24
يدع هؤلاء الدعوات حين يمسي وحين يصبح: اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة، اللهم أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي، وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي، وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي، وعن يميني وعن شمالي، ومن فوقي وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي» قال وكيع: يعني الخسف.
خرجه ابو داود والنسائي، وابن ماجه وقال الحاكم: صحيح الإسناد.
وعن طلق بن حبيب قال: «جاء رجل إلى أبي الدرداء فقال: يا أبا الدرداء قد احترق بيتك.
فقال ما احترق، لم يكن الله ليفعل ذلك، بكلمات سمعتهن من رسول الله ﷺ من قالها أول نهاره لم تصبه مصيبة حتى يمسي، ومن قالها آخر النهار لم تصبه مصيبة حتى يصبح: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم، ما شاء الله كان، وما لم يشأ لم يكن، لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، أعلم أن الله على كل شيء قدير، وأن الله قد أحاط بكل شيء علمًا، اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن شر كل دابة أنت آخذ ناصيتي، إن ربي على صراط مستقيم.
»
1 / 25
فيما يقال عند المنام
قال حذيفة ﵁: «كان رسول الله ﷺ إذا أراد أن ينام قال: باسمك اللهم أموت وأحيا، وإذا استيقظ من منامه قال: الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور» متفق عليه.
وعن عائشة ﵂ «أن النبي ﷺ: كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما فقرأ فيهما ﴿قل هو الله أحد﴾ و﴿قل أعوذ برب الفلق﴾ و﴿قل أعوذ برب الناس﴾ ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات» متفق عليه.
وعن أبي هريرة ﵁ «أنه أتاه آت يحثو من الصدقة - وكان قد جعله النبي ﷺ عليها - ليلة بعد ليلة، فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنك إلى رسول الله ﷺ، قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: ﴿الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ حتى تختمها لأنه لا يزال عليك من الله حق، ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال: صدقك وهو كذوب (ذاك شيطان)» خرجه البخاري
1 / 26
و«عن أبي مسعود الأنصاري ﵁، عن النبي ﷺ قال: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في كل ليلة كفتاه» متفق عليه.
وقال علي ﵁ ما كنت أرى أحدًا يعقل ينام قبل أن يقرأ الآيات الثلاث من آخر سورة البقرة.
وعن أبي هريرة ﵁ «أن رسول الله ﷺ قال: إذا قام أحدكم عن فراشه ثم رجع إليه، فلينفضه بصنفة إزاره.
ثلاث مرات، فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع فليقل: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، فإن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين.
» متفق عليه.
في لفظ: «إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره»
وعن علي ﵁ «أن فاطمة ﵂ أتت النبي ﷺ تسأله خادمًا فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها، قال علي: فجاءنا النبي ﷺ، وقد أخذنا مضاجعنا فقال:
1 / 27
ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم، إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، وكبرا أربعًا وثلاثين، فإنه خير لكما من خادم.
قال علي: ما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله ﷺ، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين» متفق عليه.
وقد بلغنا أنه من حافظ على هؤلاء الكلمات لم يأخذه إعياء فيما يعانيه من شغل ونحوه.
وعن حفصة أم المؤمنين ﵂ «أن النبي ﷺ كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول: اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات» - خرجه أبو داود وقال الترمذي حديث حسن صحيح.
ورواه من طريق حذيفة ﵁.
وعن أنس ﵁ «أن النبي ﷺ كان إذا أوى إلى فراشه قال: الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا، وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي» خرجه مسلم
1 / 28
«وعن ابن عمر ﵄ أنه أمر رجلًا إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العافية.
قال ابن عمر سمعته من رسول الله ﷺ» خرجه مسلم
وعن أبي سعيد الخدري قال: «قال رسول الله ﷺ: من قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلاهو الحي القيوم وأتوب إليه.
ثلاث مرات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا»
قال الترمذي: حديث حسن غريب.
وعن أبي هريرة ﵁، «عن النبي ﷺ كان يقول إذا أوى إلى فراشه: اللهم رب السموات، ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت
1 / 29
الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر» .
خرجه مسلم.
«وقال البراء بن عازب ﵁: قال لي رسول الله ﷺ: إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول» متفق عليه.
فيما يقوله المستيقظ من نومه ليلًا
عن عبادة بن الصامت ﵁، «عن النبي ﷺ قال: من تعار من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ثم
1 / 30
قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، أستجيب له، فإن توضأ وصلى قبلت صلاته» خرجه البخاري
و«عن أبي أمامة ﵁ قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: من أوى إلى فراشه طاهرًا، وذكر الله تعالى حتى يدركه النعاس، لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله شيئًا من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه» خرجه الترمذي وقال: حديث حسن غريب.
و«عن عائشة ﵂ أن رسول الله ﷺ كان إذا استيقظ من الليل قال: لا إله إلا أنت، سبحانك اللهم، أستغفرك لذنبي، وأسألك رحمتك، اللهم زدني علما ً، ولا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة أنك أنت الوهاب» خرجه أبو داود
و«عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: إذا استيقظ أحدكم فليقل: الحمد لله الذي رد علي روحي، وعافاني في جسدي»
1 / 31
ويذكر «عن أنس بن مالك ﵁ قال: أمرنا أن نستغفر بالليل سبعين استغفاره»
فيما يقوله من يفزع ويقلق في منامه
عن بريدة قال: «شكا خالد بن الوليد إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله ما أنام الليل من الأرق، فقال النبي ﷺ: إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم رب السموات السبع وما أظلت، ورب الأرضين السبع وما أقلت، ورب الشياطين وما أضلت، كن لي جارًا من شر خلقك كلهم جميعًا، أن يفرط أحد منهم علي، وأن يبغي علي، عز جارك، وجل ثناؤك، ولا غله غيرك، ولا إله إلا أنت» خرجه الترمذي.
«وعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، أن رسول الله ﷺ كان يعلمهم من الفزع كلمات: أعوذ بكلمات الله التامة، من غضبه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
1 / 32
وكان عبد الله بن عمر ويعلمهن من عقل من نبيه، ومن لم يعقل فأعقله عليه» خرجه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن.
فيما يصنع من رأى رؤيا
«قال أبو سلمة بن عبد الرحمن: سمعت أبا قتادة بن ربعي يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: الرؤيا من الله والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم شيئًا يكرهه فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره إن شاء الله قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل علي من الجبل، فلما سمعت بهذا الحديث، فما كنت أباليها، وفي رواية: قال: إن كنت أرى الرؤيا تهمني، حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله ﷺ يقول: الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإن رأى ما يكره، فلا يحدث به، ولينفث عن يساره (ثلاثًا)، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم من شر ما رأى فإنها لن تضره» متفق عليه.
وخرج مسلم عن جابر ﵁.
«عن رسول الله ﷺ قال: قال
1 / 33