قال الجوهري والمرجئة مشتقة من الإرجاء وهو التأخير قال تعالى حاكيا : ?أرجه وأخاه?[ الأعراف 111] أي أخره ، فسموا بذلك لأنهم لم يجعلوا الأعمال سببا لوقوع العذاب ، ولا لسقوطه ؛ بل أرجوها - أي أخروها وأدحضوها - وأما وقوع المعرب في الكتاب العزيز ، وهو ما وضعه غير العرب لمعنى ثم استعمله العرب فيه بناء على ذلك الوضع فيخرج عنه الأعلام كإبراهيم ، وإسمعيل ، فعن ابن عباس وعكرمة ، واختاره ابن الحاجب ، وبعض الشافعية وقوعه فيه لنص علماء العربية على تعريب ، نحو ? إستبرق ?[ الرحمن(54) ] أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك أنه الديباج الغليظ بلغة العجم. وأخرج ابن مردويه من طريق أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : السجل - بلغة الحبشة - الرجل. وذهب المبرد وثعلب إلى أن الرحمن عبراني ، وأصله بالخاء المعجمة. وعن مجاهد المشكاة الكوة غير النافذة بغلة الحبشة ، والقسطاس العدل بالرومية. وعن سعيد ابن جبير أنه الميزان بلغة الروم. وذكر الجواليقي أن كافورا فارسي. وعن ابن عباس ?هيت لك?[يوسف] هلم لك بالنبطية ، وقال الحسن هي بالسريانية كذلك ، وقال أبو زيد الأنصاري هي بالعبرانية ، وأصلها هيتلج - أي تعاله (1) وعن وهب ابن منبه قال : ما من لغة إلا ولها في القرآن شيء ، قيل : وما فيه من الرومية ?قال فصرهن?[البقرة 260] يقول قطعهن. وعن أبي ميسرة التابعي قال : في القرآن من كل لسان. ومثله عن سعيد بن جبير ،
والأكثر أنه غير واقع فيه ، ولا يسلمون أن ذلك من المعرب لجواز كونه مما اتفق فيه اللغتان ، ولزوم إلا يكون القرآن عربيا ، وقد قال تعالى ?قرآنا عربيا غير ذي عوج?[ الزمر 28]
وقد جمع أبو عبيد القاسم بن سلام بين القولين ، فقال : الصواب عندي مذهب فيه تصديق القولين جميعا ، وذلك أن هذه الأحرف أصولها أعجمية كما قال الفقهاء ، لكنها وقعت للعرب فعربتها بألسنتها وحولتها عن ألفاظ العجم إلى ألفاظها فصارت عربية ، ثم نزل القرآن وقد اختلطت هذه الحروف بكلام العرب ، فمن قال أنها عربية فهو صادق ، ومن قال أنها عجمية فهو صادق وكلامه حسن.
Shafi 66