الباب الرابع:
فعل يفعل بكسر العين في الماضي وفتحها في المضارع، والمذكور منه أربعة موازين: طرب يطرب طربا، فهم يفهم فهما، سلم يسلم سلامة، صدئ يصدأ صدأ.
الباب الخامس:
فعل يفعل بضم العين في الماضي والمضارع، والمذكور منه ميزانان: ظرف يظرف ظرافة، سهل يسهل سهولة.
الباب السادس:
فعل يفعل بكسر العين في الماضي والمضارع، كوثق يثق وثوقا ونحوه وهو قليل؛ فلذلك لم نذكر منه ميزانا نرده إليه بل حيث جاء في الكتاب تنص على وزانه ووزان مصدره، وإنما خصصت هذه الموازين العشرين بالذكر دون غيرها؛ لأني عتبرتها فوجدتها أكثر الأوزان التي يشتمل عليها هذا المختصر .
قاعدة أولى
اعلم أن الأصل والقياس الغالب في أوزان مصادر الأفعال الثلاثية أن «فعل» متى كان مفتوح العين كان مصدره على وزن: «فعل» بسكون العين إن كان الفعل متعديا، وعلى وزن «فعول» إن كان الفعل لازما، مثاله من الباب الأول: نصر نصرا، قعد قعودا، ومن الباب الثاني: ضرب ضربا، جلس جلوسا، ومن الباب الثالث: قطع قطعا، خضع خضوعا، ومتى كان «فعل» مكسور العين و«يفعل» مفتوح العين كان مصدره على وزن فعل أيضا إن كان الفعل متعديا، وعلى وزن فعل بفتحتين إن كان لازما، مثاله: فهم فهما، طرب طربا، ومتى كان فعل مضموم العين كان مصدره على وزن فعالة بالفتح أو فعولة بالضم أو فعل بكسر الفاء وفتح العين وفعالة هي الأغلب، مثاله: ظرف ظرافة، سهل سهولة، عظم عظما، هذا هو القياس في الكل، وأما المصادر السماعية فلا طريق لضبطها إلا السماع والحفظ، والسماع مقدم على القياس فلا يصادر إلى القياس إلا عند عدم السماع.
قاعدة ثانية
اعلم أن الأبواب الثلاثية الأول لا يكفي فيها النص على حركة الحرف الأوسط من الماضي في معرفة وزن المضارع؛ لاختلاف وزن المضارع مع اتحاد الماضي، فلابد من النص على المضارع أيضا أو رده إلى بعض الموازين المذكورة، وأما الباب الرابع والخامس فيكفي فيهما النص على حركة الحرف الأوسط من الماضي في معرفة وزن المضارع؛ لأن مضارع فعل بالكسر عند الإطلاق لا يكون إلا يفعل بالفتح، كذا اصطلاح أئمة اللغة في كتبهم؛ لأن اجتماع الكسر في الماضي والمضارع قليل، وكذا اجتماع الكسر في الماضي مع الضم في المضارع قليل أيضا؛ لأنه أيضا من تداخل اللغتين، مثل: فضل يفضل ونحوه، فمتى اتفق نصوا عليه فيهما، ومضارع فعل بالضم لا يكون إلا يفعل بالضم.
Shafi da ba'a sani ba