(باب ذكر الرضاء بالمعصية)
روي عن عبد الله بن مسعود قال: "هلكت إن لم يعرف قلبك المعروف وينكر المنكر".
ولمسلم عنه قال: قال رسول الله ﷺ: "ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بأمره. ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف، يقولون ما لا يفعلون، ويفعلون ما لا يؤمرون؛ فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن. وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل" ١.
وله عن أم سلمة رضي الله تعالى عنها مرفوعا: "أنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن أنكر فقد برئ، ومن كره فقد سلم، ولكن من رضي وتابع" ٢ أي من كره بقلبه وأنكر بقلبه.
وفي رواية غير الصحيحين بعد وتابع: "فأولئك هم الهالكون".
(باب ذكر تمني المعصية والحرص عليها)
في الصحيحين عن أبي بكرة أن رسول الله ﷺ قال: "إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار. قالوا: يا رسول الله هذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: إنه كان حريصا على قتل صاحبه" ٣.
وعن أبي كبشة الأنماري ﵁ مرفوعا: "مثل هذه الأمة مثل أربعة رجال: رجل آتاه الله مالا وعلما فهو يعمل في ماله بعلمه،؟
_________
١ مسلم: الإيمان (٥٠)، وأحمد (١/٤٥٨،١/٤٦١) .
٢ مسلم: الإمارة (١٨٥٤)، والترمذي: الفتن (٢٢٦٥)، وأبو داود: السنة (٤٧٦٠)، وأحمد (٦/٢٩٥،٦/٣٢١) .
٣ البخاري: الإيمان (٣١)، ومسلم: الفتن وأشراط الساعة (٢٨٨٨)، والنسائي: تحريم الدم (٤١٢٠،٤١٢١،٤١٢٢،٤١٢٣)، وأبو داود: الفتن والملاحم (٤٢٦٨)، وأحمد (٥/٤١،٥/٤٣،٥/٤٦،٥/٤٨،٥/٥١) .
1 / 21