واجهه بِكَلَام اختصرته انا صِيَانة لأَقوم وَقَالَ فِي أثْنَاء كَلَامه أما تسكتون وتشتغلون بِمَا أَنْتُم فِيهِ وَلَا تزعجونا عَمَّا سكتنا حَتَّى لَا نذْكر مَا جرى يَوْم الْحرَّة فَلَمَّا سمع بن طَبَاطَبَا ذَلِك مِنْهُ قَامَ وَاعْتذر إِلَيْهِ وَنَدم على مَا فعل واستغفر فَقبل الطَّبَرَانِيّ عذره وَكَانَ هَذَا من علمه الوافر بالأنساب والتواريخ وَمَا جرى بَين النَّاس فِي الْخُصُومَات والمجادلات وَقد اختصرنا على هَذَا الْقدر فقد سكتنا عَمَّا سكت عَنهُ الإِمَام أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ ﵀ وَبَلغنِي عَنهُ أَنه كَانَ حسن الْمُشَاهدَة طيب المحاضرة متدبرا قَرَأَ عَلَيْهِ يَوْمًا أَبُو طَاهِر بن يُونُس حَدِيث النَّبِي ﷺ أَنه كَانَ يغسل حَصى الْجمار فصحف وَقَالَ كَانَ يغسل خصي الْحمار فَقَالَ لَهُ وَمَا أَرَادَ بذلك يَا أَبَا طَاهِر قَالَ التَّوَاضُع وَكَانَ أَبُو طَاهِر هَذَا كالمغفل وَقَالَ لَهُ الطَّبَرَانِيّ ﵀ يَوْمًا أَنْت وَلَدي يَا أَبَا طَاهِر فَقَالَ وأياك يَا أَبَا الْقَاسِم وَهَذَا وَأَمْثَاله من أخلاقه الْحَسَنَة الجميلة وَسمعت مشائخنا رَحْمَة الله عَلَيْهِم يَقُولُونَ سمعنَا مِمَّن نثق بِهِ ونعتمد عَلَيْهِ ان أَبَا الْقَاسِم الطَّبَرَانِيّ رَحْمَة الله لم يحسن من كَلَام الفارسية الا ثَلَاثَة أَشْيَاء أَولهَا زندروذ وَالثَّانيَِة نمروذ وَالثَّالِثَة خابكينه وَقد قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَحبُّوا الْعَرَب لثلاث لِأَنِّي عَرَبِيّ وَالْقُرْآن عَرَبِيّ وَكَلَام أهل الْجنَّة عَرَبِيّ
1 / 357