47

Juha Dahik Mudhik

جحا الضاحك المضحك

Nau'ikan

وهذه الأخبار متكررة في القرآن الكريم، وكلها شاهد محكم للعالم النفساني يركن إليه في تفسيره لأطوار النفس البشرية، حيث تبرز حقيقة الضحك مع سياق الكلام عنه في كلام مقدس؛ لبروز الفارق بين الشعورين: شعور القداسة في موضعها، وشعور الضحك بشتى معانيه.

جاءت الإشارة إلى الضحك في القرآن الكريم مرة في قصة إبراهيم، ومرة في قصة سليمان عليهما السلام.

ففي قصة إبراهيم يقول إبراهيم حين زاره الملائكة فلم يعرفهم وخافهم، ثم بشروه بولادة إسحاق من زوجته سارة:

فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط * وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتى أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب [هود: 70-72].

فهنا خوف فاطمئنان فبشرى مفاجئة على غير انتظار، فتعجب لا تملك سارة أن تجهر به فتقول:

إن هذا لشيء عجيب .

كل عوامل الضحك النفسية التي ظهرت للباحثين النفسانيين في تفسيراتهم تعرضها هذه الآية الكريمة على نسقها المتتابع فتأتي بالضحك حيث يأتي الضحك مطردا في مواضعه المختلفة من تحول الشعور طمأنينة بعد خوف، ومعرفة بعد نكران، وبشارة بما ليس في الحسبان من الولادة بعد سن اليأس وخيبة الأمل في الذرية زمنا طويلا تعتلج فيه النفس بأشتات من دواعي الحزن والعزاء والغيرة والتسليم.

ولا تغني هنا كلمة «سرت، أو كلمة استبشرت، أو فرحت» في مكان كلمة «ضحكت»؛ فإن الضحك هو الأثر الملائم لهذه الحالة التي تشابكت فأصبحت في قرارة النفس حالات متناقضات. •••

وجاء في القرآن الكريم عن قصة سليمان عليه السلام:

حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون * فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه [النمل: 18-19].

Shafi da ba'a sani ba