Juha Dahik Mudhik
جحا الضاحك المضحك
Nau'ikan
وبين قصص جحا قصة عن تقسيم الأرزاق يسأل فيها جحا من ندبوه للقسمة هل يريدون قسمة الله أو قسمة العبيد، فلما حكموه في توزيع الحظوظ بينهم على قسمة الله أعطى هذا ما لم يعط ذاك وفاوت بينهم أكبر المفاوتة في الأقسام. وما كانت هذه النوادر لتشيع بين العامة من رواة «الجحويات» لو لم تكن لها مصادرها المتواترة من بعيد.
على أن النوادر «الطعامية» تنم على وجه خاص عن سذاجة في الحيلة ترجع نسبتها إلى طوائف المحرومين من الجهلاء الذين يتأسون بذوي المعرفة والتقى ولا تسعفهم القدرة على الاختراع، فغاية جهدهم هذا الذي ابتدعوه وأحبوا تعظيمه وتحقيق الأسوة فيه بنسبته إلى العارفين، وجاءت هذه النوادر الطعامية مجاوبة للمقامات الإنشائية وللقصائد المنظومة في شكوى الزمان والعجب من قسمة الأرزاق، ولم يعرف هذا كله في عصر من عصور الشرق كما عرف بعد القرن السادس للهجرة، وبعد إدبار الدولة العباسية، واجتياح تيمورلنك للعالم الشرقي من تخوم الصين إلى شواطئ بلاد الروم. •••
ونودع الآن جحا والجحويات ونحن نحمد للضاحك المضحك أنه أعار اسمه - عامدا وغير عامد - لبابا من الدراسة النفسانية والاجتماعية لم يكن ميسورا لنا بغيره، ولن يبخسه شيئا من الحمد أن يكون على وفاق مع التاريخ أو على افتراق من كل تاريخ.
Shafi da ba'a sani ba