Jughrafiya Siyasiyya
الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط
Nau'ikan
بعد راتزل تعرضت الجغرافيا السياسية للكثير من النقد والجدل حول الموضوع والمنهج، ورفض عدد من الأساتذة أن تصبح الجغرافيا السياسية جزءا من الدراسة الجغرافية بقدر كونها ملحقا من ملاحق دراسة الأرض، وعلى الرغم من أن فريدريك راتزل جغرافي ألماني إلا أن الجغرافيا السياسية لم تجد بين عدد كبير بين الجغرافيين الألمان استجابة وتحمسا بقدر ما وجدت في الأوساط الجغرافية الأخرى خاصة الولايات المتحدة، ولكن عددا من الجغرافيين الألمان المحدثين بدءوا يهتمون بالجغرافيا السياسية بعد فترة الإعراض عنها، وهي الفترة التي نشأت فيها وازدهرت فكرة الجيوبولتيكا، ثم فشلت وسقطت بعد الحكم النازي الذي استغل الجيوبوليتيكا كجزء من سياسة السيطرة والتفوق الجرماني.
ومن أهم الجغرافيين الألمان المحدثين الذين تناولوا الجغرافيا السياسية بالدراسة والبحث الأستاذ هاسنجر
M. Hassinger
والأستاذ أوفربك
H. Overbeck
وقد عارض الجغرافيون الألمان فكرة الجغرافيا الحتمية التي ظهرت في كتابات راتزل السياسية والجغرافية عامة، وفي هذا المجال كتب هاسنجر يقول:
إن هدف الجغرافيا السياسية عند راتزل هو شرح وتصوير الدولة على أنها كينونة حية مرتبطة بالأرض، وعلى أنها جهاز متغير مع حركة التاريخ، وهكذا فإن المكان والموقع والتغيرات التي تطرأ على الشكل السياسي للمكان هي في نظر راتزل عوامل أساسية جوهرية، بينما يقف العامل البشري الذي يتمثل في صورة الشعوب في خلفية الصورة.
وعلى هذا الأساس فإن هاسنجر
1
في دراسة لراتزل يوضح كيف أن المكان - في نظر راتزل - يلعب دورا هاما، ولكنه ليس العامل الوحيد الذي يجب أن تنظر إليه الجغرافيا السياسية، وبعبارة أخرى فإن هاسنجر يعترف بأهمية المكان ويضيف إليه عوامل بشرية أخرى لها دورها في الأوضاع السياسية للدولة، وإلى جانب مبدأ راتزل «أن كيان الدولة يمنح أقاليمها قوى معينة» يضيف هاسنجر مبدأ آخر: «الدولة تستمد قواها من أقاليمها»، وذلك في إطار العلاقة المتبادلة بين الدولة والمكان.
Shafi da ba'a sani ba