Jughrafiya Siyasiyya
الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط
Nau'ikan
المصدر:
McEvedy, C. “The Penguin Atlas of Modern History” ، الأرقام مجمعة عن الصفحات:
pp. 24, 38, 58, 90 .
يلاحظ أن أرقام 1483 و1600 كانت في المصدر بملايين الدوكات الذهبية - عملة البندقية - وأن قيمة التحويل - حسب المصدر نفسه - هي 2,1 جنيه إسترليني لكل دوكات بندقي، ويلاحظ المصدر نفسه أن قيمة السلع لم تتغير كثيرا في أوروبا في الفترة بين 1600 و1710، ومن ثم فإن ارتفاع أو انخفاض الدخل في هاتين السنتين يوضح فعلا نمو أو تدهور مجمل الأوضاع الاقتصادية في الدولة. (1-3) المرحلة الثالثة
ظل الركود مسيطرا على الشرق الأوسط حتى دقت أبوابه فرنسا الجديدة بعد ثورتها في أواخر القرن الثامن عشر، وسواء كانت الحملة الفرنسية على مصر (1798) مجرد تكتيك عسكري صرف، أو أنه كانت هناك استراتيجية معينة في ذهن نابليون بونابرت، كامتداد لنجاحه العسكري في البحر المتوسط - الحملة الإيطالية - يهدف من ورائها إلى منافسة بريطانيا باحتلال أقرب طريق بري يمكن أن يؤدي إلى الهند، «ومن ثم يمكن تفسير وجود البعثة العلمية الضخمة التي صاحبت الحملة ودراساتها حول إمكانية شق قناة تصل البحر المتوسط بالبحر الأحمر»، سواء كان هذا الأمر أو ذاك، فإن هذه الحملة يمكن أن تؤرخ لبداية ظهور الأهمية الجيوبوليتيكية لعلاقات المكان الجغرافية في الشرق الأوسط على مسرح الصراع الدولي المعاصر.
ومنذ ذلك التاريخ تفاعلت وتنافست وتصادمت عدة قوى ذاتية في الشرق الأوسط، وعدة قوى أوروبية على الشرق الأوسط للحصول على مكان يمكن التحكم منه في الإقليم بوصفه الحلقة الرئيسية في تأمين أو تهديد الأملاك الأوروبية في المحيط الهندي عامة، وقد بلغت هذه التفاعلات والمنافسات درجة شديدة من التعقد والتشابك قل مثيلها بالنسبة لأقاليم جيوبوليتيكية أخرى في العالم، فقد انطوت على تكوين تحالفات متكررة من جانب القوى الأجنبية مختلفة تماما في عضويتها في كل مرحلة زمنية بحيث يمكن أن يكون حلفاء فترة أعداء في فترة أخرى، وهذه الاختلافات تعكس طبيعة المنافسة الحادة بين كل دولة أوروبية من أجل السيطرة على الشرق الأوسط، ومن ثم يكثر رفقاء جزء من الطريق، وهذه التركيبات المتحالفة المتكررة، قصيرة العمر، كانت تلعب على خلفية ما يدور من أحداث سياسية ذاتية داخل الشرق الأوسط فتتأثر بها في أحيان، وتؤثر عليها في غالبية الأحيان بحيث توجهها وجهة مقصودة تخدم استراتيجية واحدة من القوى المتصارعة الرئيسية: بريطانيا وفرنسا وروسيا وألمانيا.
هذا التشابك والتعقد يكاد يجعل دراسة الأوضاع السياسية والتيارات المتصارعة على الشرق الأوسط وفي داخله، دراسة تشوبها الصعوبة الجمة، خاصة وأن هناك مئات المصادر التي كتبت عن التاريخ السياسي للإقليم، وغالبيتها الساحقة كتابات لا تتسم بالموضوعية في التفسير والتحليل والنتائج التي تصل إليها، برغم اعتمادها على وثائق موحدة وأحداث مسجلة، وبالرغم من أن الخطوط العامة واضحة ومعروفة، فإننا سنحاول إعادة إبرازها في الصورة الموجزة التالية (انظر الخرائط 26، 27، 28، 29):
أولا:
القوى والأوضاع الذاتية في الشرق الأوسط منذ القرن التاسع عشر، مكونات هذه القوى هي: الدولة العثمانية ومصر، وإيران وأفغانستان وصراع كل منهما مع الآخر.
ثانيا:
Shafi da ba'a sani ba