12
كثرت صديقاتي، وكنت أصحبهن جميعا إلى النادي، ولم تكن واحدة منهن تجد حرجا أن تصحبني، فجميعهن ماهرات في خلق المعاذير لأزواجهن.
وأصبحت ذا شهرة واسعة في عالم المغامرات، ولكن شهرتي مهما يكن شأنها لم تخفف من دهشتي يوم استدعاني رئيس التحرير: اسمع، سأطلب منك طلبا، إن رفضته قتلتك.
على وجهه ابتسامة إنسان لا رئيس، وخيل إلي أن الابتسامة انتقلت إلى شفتي أنا أيضا: من غير قتل، قل ما تريد. - البنت التي كانت معاك أمس في النادي. - بهيرة؟ - اسمها بهيرة؟ - هذا هو اسمها؟ ما لها؟ - أريد أن أتعرف بها. - ماذا؟ - ألم تسمع؟
الواقع أنني سمعت. ما البأس؟ إنها ليست حبيبتي، وهي ليست شريفة، وإن رفضت قطعت رزقها. رزقها! يا نهار أسود، هذا ليس من حقي: لا يمكن. - ماذا؟ - ليس هذا من اختصاصي. - أي اختصاص تقصد؟ وهل تتكلم الآن في الاختصاصات؟ - إن لها مدير أعمال. - مدير أعمال؟! - أو مديرة أعمال إذا شئت. - الحقني. - أكتب هذه النمرة.
وأمليته تليفون الست حميدة. - وماذا أقول؟ - آه جئنا للكلام المهم. - لا يمكن طبعا أن أقول لها أنا رئيس تحرير جريدة الأيام و... - لا، لا طبعا. - إذن. - لا بد مما ليس منه بد.
وأمسكت سماعة التليفون، وفي لحظات كنت قد رتبت الموعد للأستاذ عبد الحليم راشد مع بهيرة بالطريق الطبيعي لذلك.
مرت أيام ونسيت أمر هذا الموعد الذي أعددته، وذهبت إلى الست حميدة لأواصل بحثي الذي لا يريد أن ينتهي بي إلى شيء يريحني.
كانت الست حميدة قد وعدتني أن تعد لي فتاة جديدة أمارس عليها البحث، فما أن رأتني: أهلا، أين أنت؟ - أنا لم أتأخر، موعدك معي اليوم. - آه، والبحث جاهز، ولكن ليس هذا الذي أريدك فيه. - خير. - لك عندي رسالة. - رسالة ممن؟ - مني.
وأعطتني ظرفا مغلقا، قلبته في يدي ثم سألتها: ولماذا لا تقولين أنت الرسالة وأنا أمامك بشخصي؟ - هذه رسالة لا تقال، وإنما تسلم. افتح الظرف.
Shafi da ba'a sani ba