جعلت في الربيع الفائت جائزة ضخمة للخيول الأصيلة، فجرب أجعلها العام القادم للبشر، لهؤلاء الذين يصاولون بأيديهم وأرجلهم ليخلقوا اللون اللبناني الذي لا يحققه لك غيرهم، لهؤلاء الذين يجرون كل يوم شوطا وعليقهم غير مضمون في المساء.
ضع لنا هذه الجائزة وخطيئتك في رقبتي إن ندمت، إنك سترى كل مهر وقارح يجري في هذا الميدان الخالد، سترى بينهم ألف عبدو،
3
وبهذا تبني دولة ثابتة لا يغزوها فاتح ولا تؤخذ عنوة، ولا ينتدب عليها يوما من الأيام، وإن صح زعمي فهي مفرق طريق الاستقلال التي شققتها لنا، ولا شك أن التاريخ سيقدر جهادك، ويذكر البطل الأعزل المظفر في أنصع صفحاته بياضا، وللتاريخ يحيا الرجال وهو جنتهم التي يخلدون فيها. •••
أما الآن فلنؤد الحساب لإخواننا الأدباء، إن سعينا المستمر لم يذهب سدى، ولم تعد يدنا فارغة، فلجنة جبران الوطنية ما خاست بعهدها، وإن نفرح الآن فبالنواة التي نسوسها لتمسي دوحة إذا أنعشها الهواء وواتاها الماء والغذاء، وهذه قطعة من رسالة رئيس لجنة جبران توضح ما نقول:
قياما بما قطعناه من العهد أمامكم بجعل جائزة أدبية لجبران عقدت جلسة خصوصية للبحث بهذا الموضوع، فعلقت اللجنة النتيجة على استشارة رئيسها الفخري غبطة البطريرك عريضة، وفي موعد آخر تقرر أن تكون الجائزة مائة ليرة لبنانية تدفع للفائز نقدا ، وأرصد ستمائة ليرة أخرى لنفقات مجمع جبران الأدبي، فتكون الجائزة بظاهرها مائتين، ولم نتوفق إلى أكثر.
وإن شاء الله تعلمنا التجربة الأولى وتفهمنا نتائجها وفوائدها فنجعل الجائزة التالية أضعافا، وقد اتخذ قرار يعهد إليكم بتأليف مجمع جبران من خيار أدبائنا بنظام رسمي معترف به، وتعطى النتيجة - الحكم بالجائزة - في بشري خلال حفلات ذكرى رجوع جبران إلى بلدته كما اقترحتم في الاجتماع.
سليم رحمة
رئيس لجنة جبران الوطنية
يقول المثل العربي: أول الغيث قطر، ويقول المثل اللبناني: مص القصب عقدة عقدة، وطلوع السلم درجة درجة، أما المجمع فنحن ساعون إلى تأليفه ووضع قانونه، أما عدد أعضائه فسبعة، ينضم إليهم عند الحكم رئيس لجنة جبران وعضو آخر تنتخبه اللجنة، أما جائزة جبران لعام 1938 فستكون للقصة الطويلة يحكم بها المجمع في بشري، وفقا للشروط التي تذاع قريبا مع أسماء الأعضاء ليبعث إليهم الأدباء بقصصهم.
Shafi da ba'a sani ba