199

Judad Wa Qudama

جدد وقدماء: دراسات ونقد ومناقشات

Nau'ikan

وغشت الوحدة عيني فما

يؤنس عيني كل هذا البشر

فهنا تبدو للمتأمل صورة العربي أخي الحب النبيل، لست أدري لماذا أعجبت العجب كله بقوله: ضاقت مني الروح بهذا السفر، حقا إن سفرة المحب طويلة كليلة النابغة، وإذا كان محروما حقا فهي أطول وأطول، كان الله في عونه.

وإذا مضينا قدما حتى نبلغ آخر هذه القصيدة سمعنا الشاعر يتغنى بهذا الحبيب ويشبه صباه الغض بالبرعم، فلندع التحليل الذي يسقط موضع التعجب من الشعر، كما قال الجاحظ أستاذ الدهر، اسمع النص بحروفه:

لا أوحش الله خيالي من الحب

ولا تلك الليالي الأخر

حيث صباك البرعم الغض في

أوراقه يشتاقه من نظر

إنه يخاف عليه حتى من النظر، خطيئة الفكر، ثم يمضي الشاعر إلى أبعد مدى الظن، وهناك تهبط عليه هذه الصورة الرائعة:

يوحي إلى الدنيا أهازيجه

Shafi da ba'a sani ba